17 مايو، 2013

ولد بلال:أريد أن أبقى لفترة كالطّير.. حرّ طليق..(مقابلة الجزء الثاني)


في الجزء الثاني المقابلة التي أجريناها عبر بريدنا الألكتروني مع الوزير السابق محمد فال ولد بلال في إطار سلسلة مقابلات نجريها مع شخصيات من المقاطعة... يتحدث معالي الوزير موقعه الحالي في الساحة السياسية و عن انسحاب النائب مولاي ولد ابراهيم من الحزب الحاكم وبعيدا عن السياسة وهمومها نختم المقابلة بحديث شيق عن جانب من شخصيته الأدبية وما انتجته من ابداعات........ متابعة مريحة.

المدونة: من وجهة نظركم ما أثر انسحاب نائب المقاطعة ملاي ولد إبراهيم على  كل من حزبي الاتحاد من أجل الجمهورية وتواصل؟

محمد فال ولد بلال: ممّا لا شكّ فيه و لا جدال أن انْسحابَ النّائب مولاي ولد ابراهيم  و جماعته السياسية من "الاتحاد" و انضمامهم  "لتواصل" يعدّ حدثا بارزا،  يحسب له ألف حساب على مستوى المقاطعة، وعلى مستوى الوطن ككل...


المدونة: أين يقف الوزير محمد فال ولد بلال سياسيا، وما أقرب الأحزاب السياسية إلى طرحه؟ وهل ينوي الترشح في النيابيات القادمة؟

محمد فال ولد بلال:  أنا مستقل ،بمعني أنّني لا أنتمي لحزب...و لا أنوي الانخراط في حزب بذاته  قبل أن آخذ لنفسي قسطا من الرّاحة ...أريد أن أبقى لفترة  كالطّير، حرّ طليق ، بلا حزب، ولا قائد، ولا رئيس، ولا مرؤوس...أردّد في نفسي  قول الشاعر نزار قباني :

لقد تعبتْ من السّفر الطويل حقائبي...و تعِبْت من خيْلي و من غزواتي
و تارة، أقول :
مارست ألف عبادة و عبادة  +  فوجَدْتُ أفضلها عبادة ذاتي.
باختصار، أنا مستقل ...حتّى إشعار جديد... أحترم كلّ الأحزاب، وبشكل خاص أحترمُ و أقدِّرُ الأحزاب الملتزمة  ذات الخلفية الفكرية والمبدئيّة البارزة، مثل : اتحاد قوى التقدم، وتواصل،  والصّواب،  والتحالف الشعبي التقدمي... أمّا بخصوص الترشّح إلى النيابيات القادمة، فإنّي لم أفكّر في هذا الموضوع حتّى الآن.

المدونة: تداول الإعلام منذ فترة رفض ولد عبد العزيز ترشيح معاليكم لمندوبية الجامعة العربية في ليبيا، ما صحة ذلك؟

 محمد فال ولد بلال: لا أودّ الحديث عن هذا الأمر باعتباره يتّصل بعلاقات موريتانيا مع هيئة دوليّة محترمة...

المدونة: بعيدا عن السياسية، حبذا لو أبنتم لنا عن جانب من شخصيتكم الأدبية؟

محمد فال ولد بلال:  منذ نعومة أظافري، وأنا مولعٌ بالأدب و الفن...ولا حظَّ لي فيهما إلاّ لذّة الاستماع...ولكن، مع بلوغ  زهرة الشّباب... تطوّرت المشاعر و الأحاسيس ...و تحوّلت الهواية إلى عشق و احتراف...تعلّمت "أزَوَانْ" بأطواره  و أشواره  و شواهده على يد  الفنّان الكبير و المثقّف و الصّحفي القدير، الأستاذ  خي باب شيّاخ فيما يتعلّق ب"تدنيت" الحوض، و أهل آبّ " الدّاه و حمدنّي فيما يتعلّق ب"تدنيت" "تكانت"، و أخيراً وليْس آخراً "تدنيت" "القبله" أو "اترارزه" على يد الفنّان سيد امْحمّد ولد أحمد لوْلا...و لكي لا أخفي عنكم  شيئا، فإني أعشق من الحوض "أنوفّل و بيق المُخالف" و من تكانت "الفايز ولعتيق" ومن القبله "التّحزام وابياظ لحجب"...
وفي نهاية الستينيّات بدأت أقول الشعر الحسّاني "الكيفان" و "اطلع" في الغزل والنسيب أساسا...و في هذا المجال، كان النصيب الأوفر من الغناء...على أطلال  "أحمد بوها" و "اللابده"، و منازل "ول الطّالب بابو" و "تامورت شلخت لحريثه"...و عهدي بحمدنّي يحفظ  تلك المقطوعات و يترنّم بها وهناً بالتّناغم مع عزف بديع...
و كنت أحرص دائما في "الرّاحة" على جرّ الأحبّة و الإخوان إلى مساجلات أدبيّة بالحسّانية  لكسر الجمود والملل و"الرّوتين" و تحريك الساحة الثقافية و الشبابيّة... أوّل مساجلة أجريتها وأكثرها ظرافة ، "أقطاع" في "امريْميده" جرى بيني و بين أخي و قرّة عيني المغفور له بإذن الله الأستاذ و الأديب ابراهيم السالم ولد يحفظهم، و قد بدأته بالقول :
لُوْزانْ شٌوْرَكْ تسَّالفْ  +  فَمْنَينْ صدّيتْ ألْجيهَ
أشْحالْ حيّتْ بُسالفْ    +  وِيّاكْ  لباسْ  أَعْليهَ
و آخر مساجلة  جرت في السنة الماضية مع الأديب الشّاب سيدي محمد ولد سيدي ولد أحمد الملقّب إشمخو. وكانت في غاية الرّوعة و الظّرافة...
كما أذكر مُساجلات عديدة مع بعض "لعصار"، و من أهمّها مساجلة مع عصر الضباط" و من أبرز أدبائهم - إن لم تخنّي الذّاكرة -  الأستاذ والأديب إسلمو ولد حرْمه حفظه الله ، و مساجلة مع عصر "الأقطاب" عندما قلتُ لهم  : "يا العصر السّتّه لعْيان"، إلخ...و ليَ إسهامات متواضعة في "لغْن" السياسي، أعطيكم منها مقطعين:              
المقطع الأول عام 1970، طلبَتْ منّا الحركة الوطنية الديمقراطية  تعْميم رؤيتها  التي تؤكِّد على أنّ الثورة لا تقوم إلاّ بالكفاح المسلّح  و الفنّ و الإعلام  معاً...و في يوم من الأيام كنّا مع المرحوم محمد شين ولد مُحمّادو وكان يردّد بصوته العذب وأدائه المتميّز شوْرًا رائجًا و صعبًا في ذلك التاريخ ، قافيَّته :       سِيمَيَا سِيتَوْه أيّوْه...فقلت له :
يا امْحمّد الاستعمارْ +  ما يتْنازَل بالبَوْه
يتْنازَلْ    بَالْكِتارْ    +  والمَدْفَعْ واسْتِلوهْ
و في عام 1982، قلت منتقدا حكم الرّئيس هيداله :
هذا من قَوْلان الوزيرْ  +    لاهِ يتْواسَ و المُديرْ
      لاهِ يتْواسَ  و المُديرْ    +   لاهِ يتْواسَ بكْياسَ  
متْعدّلْ و امّوْنَكْ و اكْبيرْ +     و امَّلِّ فيهْ السِّيَاسَ
يغيْر الشّعبْ ألاَّ مزالْ  +   منْ قَلَّتْ فيهْ الحَماسَ
تاركْ عنُّ ذاكْ أَلْيَنْقَالْ  +     وِحانِ ذاكْ ألْيَتْواسَ
كنت يومها في زهرة الشباب، أطير وأُرَفْرِفُ في الفضاء  بأجنحة تهفو نحو الأرْوَع  و الأجْمَل، وبروح  تستطلع نحو كلّ أفق مسْكون بالقيّم و المُثل.
 أمّا الآن و قد بلغْتُ من العُمر ما بلغْتُ - شكْرا لله -  أودّ أنْ أُكرِّس جُلّ وقْتي  وجُهدي و إمْكاناتي لدعم ومساندة طلبة ومشايخ المحاظر في المقاطعة من خلال المسابقة القرآنية و الجائزة السّنويّة الممنوحة للفائزين و الأئمّة المُشْرفين على المسابقة ،  بمبلغ إجمالي  يناهز المليون أوقية...و نحمد الله و نشكره على ما شهِدَتْه المسابقة من إقبال و حسن تنظيم في الدّورتيْن الماضيّتيْن...بعيداً عن الأضواء وعن صخب الإعلام ...واللهَ أسْأل أن يتقبّلها منّا عملا صالحاً خالِصاً لوجهه تعالى، وأن يوصل ثوابها  لوالدي الطّيب و والده فالِ وأجدادنا الصّلحاء و العلماء الذين أفْنَواْ حياتهم في خدمة القرآن الكريم حِفْظا ورَسْما وتَجْويدا...   
كما آمل أن يَصْدُر لي كتاب في السنة القادمة بعون الله،  أضع فيه  بين يدي شباب المقاطعة و الشباب الموريتاني "تجربة حياة" مليئة بالأحداث وغنيّة بالدروس و العبر، عسى ذلك أن يساعد في قراءة  سطور هامّة  من تاريخ مقطع لحجار، و تاريخ  وطننا الحبيب.

المدونة:ما رأيكم في مدونة مقطع لحجار الإخبارية؟
محمد فال ولد بلال: أتمنّى لكم التوفيق و النجاح...و رجائي كبير في أن تنهض المقاطعة بجهودكم، و أن تكثّفوا حملات التوعية، والأنشطة الثقافية، والأعمال التطوعية..وأن تخرجوا عن صمْتكم، و تقولوا كلمتكم، وتُدْلوا بآرائكم، وتعملوا على تغيير أحوالكم و أحوالنا جميعا نحو الأفضل...و لن يتسنّى لكم ذلك إلاّ باحترام الشيوخ و كبار السّن، و توقير العلماء، و ردِّ الاعتبار لقيّم التّضامن والأخوّة والنّزاهة و صلة الرّحم...

المدونة : شكرا لكم معالي الوزيرعلى هذا اللقاء المتميز.
محمد فال ولد بلا:ل أشكركم و السلآم عليكم و رحمة الله و بركاته.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق