20 فبراير، 2013

إلى كل مناضل / أحمدو ولد بداه

إلى كل مناضل: ملاحظات أولية على إطلاق سراح ماء مكطع لحجار
أولا بالنسبة لي شخصيا الماء كان في وضعية اعتقال كما تلحظون من خلال العنوان، ذلك أنه منذ فترة وهو منتهي نظريا إلا أن أحدا لم يتعرف على طعم مائه قبل اليوم!
1ـ اما بخصوص الملاحظات فمن الملاحظ ان هذا الماء استقبل باهتمام بالغ (تصريحات إعلامية) من طرف عناصر من ابناء المقاطعة لم يبدوا اهتمامهم يوما كل مدة المطالبة به او لم يسجلوها على الاقل من خلال الاعلام، هذا على الرغم من ان احدهم وجد فرصة سانحة من خلال برنامج اذاعي استضافه مؤخرا، وطرح عليه الصحفي سؤالا بخصوصه، كما ان متسائلين عرضوه له!
2ـ ايضا غاب عن هؤلاء المستقبلين، ولهم الحق في ذلك، ان يتوجهوا ولو بنصف كلمة شكر لجماهير مكطع لحجار التي كانت وراء هذا الانجاز، اما الشباب فلا تتحدث عنه لان وجهة نظر احد هؤلاء على الاقل عنهم معروفة، لانه سبق وان تصدى لهم في يوم مشهود.

3ـ استخدمت هذه المناسبة بدلا مما ينبغي لازجاء التزلف وتسجيل الحضور ولفت الانتباه، وهو على كل حال استخدام معين لقضية الماء وقريب جدا من مجال السياسة، حتى اذا حاولنا ان نتناسى انه تموج في مستنقعها المنفعي.
وهنا يلحف سؤال في طلب جواب مقنع: لم يكون شحن هذه القضية بطاقة التسييس من طرف هؤلاء مقبولا على عكس كثيرين، ولم دقاقي ناقوس (رفيات) (les reveilles) السياسة لا يستنكرون هذا!
4ـ كانت قطاعات عريضة من الشباب المهتم لا تصدق ان التدشين سيتحقق اليوم لانه صادر تقريبا عن نفس الجهات التي صدر عنها سابقا والتي كانت دوما تبشر باطلاق للماء لم يتحقق، ولم تفق منه الجماهير الا على سراب، حتى في المرات التي جلبوا فيها اوراقا قالوا انهم حصلوا عليها من الجهات المختصة!

5ـ معظم الحاضرين لحفل التدشين اليوم لم يطالبوا به يوما، هذا على مستوى من يصطلح على تسميتهم بالاطر، اما الشباب والجماهير فلم تحضر منهم نسبة 5 في المائة ممن كانوا يخرجون من اجل الماء. وعلى العموم كان اكبر عدد حضر لخرجات الماء يقدر بالآلاف أما اليوم فبالكاد حضر 500 شخص.
6ـ لم يشرك الشباب والجماهير التي كانت مهتمة في عملية التدشين بل على العكس من ذلك تم منع بعض الناشطين من الحضور، كما تم منعهم من استقبال الرئيس بشعاراتهم المطلبية، وان كانت الاخيرة اكثر صلفا وفجاجة.
7ـ ان من يستحق الشكر بعد الله على ما تحقق اليوم هو الشباب المبادر وخاصة من صمد منه على نفس الخط، وكذلك الجماهير التي اعطت لمطالبة هؤلاء مصداقية وشرعية جعلت السلطات القائمة تهتم بالموضوع بعد مماطلات وأكاذيب عديدة ونكث للوعود أكثر من مرة.
8ـ حذاري فالتاريخ يسجل بدقة (والفهم).

9ـ إن تدشين الماءهو حدث مهم وضروري لانه يضع حدا لمعاناة تجاوزت عقدا من التعطيش، إلا أن هذا لا يعني أنه نهاية التاريخ، بل إنه مجرد مرحلة لم تنتهي بعد لأننا كمهتمين لا نزال ننتظر أعطالها الفنية وأخلالها التي ستظهر بها من وقت لآخر، هذا بالنظر الى انها عملية، رغم اهميتها، قد شابها الكثير من الغموض، سواء على مستوى غلافها المالي والمعايير التي اتبعها منفذوها والآليات التي استخدمت فيها.
نتذكر جيدا ان مسؤول الهندسة العسكرية ولد المان تمت احالته بعيد تحرك من تحركات الجماهير الا ان الاختلاسات التي اوقف عليها لم تتابع معه.
ومن الحري التنبيه الى ان التمويل الاسباني الذي كان التعهد به هو البداية الفعلية للحديث الجدي عن المشروع قد دخلت الا ان مصيرها ليس معروفا ومن المرجح انها وجهت الى وجهات اخرى بعيدة عن المكطع، وهذه من حقنا ان نسال عنها لانها استلمت باسمنا.
وفوق كل ذلك فان المطالب الخدمية المطروحة للمكطع لا تختصر على الماء وان كان اكثرها اساسية، اي ان هناك مرافق وخدمات اخرى لا تزال وضعيتها في غاية الازراء، ومن واجبنا ان نضعها نصب اعيننا.
هذا طبعا بعد ان نقيم تجربتنا الماضية ونستفيد من دروسها.

9ـ حذاري من الزهو بالانتصارات اللحظية لانها تشتبه الى حد بعيد من الاقراص المهدأة للآلام لأن مفعلوها لا يمكث ينفد.
10ـ المناضل الفعلي هو من يتأبط مطالبه ولا يقبل أن تخرج قبضة يده سواء في ظروف باعثة على القلق أو أخرى باعثة على الدعة.
11_ هيا بنا إلى الأمام

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق