يحي ولد السيد |
يوم الجمعة إتفقت – و للأسف - الدول الاسلامية مع الدول الغربية تحت مظلة
الأمم المتحدة على المسودة النهائية لماسمي إعلان تاريخي لحقوق المرأة,
مشروع القرار كان براعية من الدول الاسكندنافية ودعم من الدول الغربية
الأخرى وتولت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون المرأة تسويقه.
ركزت الوثيقة
كالعادة على الحقوق الجنسية للمرأة ونسي هؤلاء أن المرأة في معظم بلدان
العالم الثالث تحتاج للصحة والتعليم والولوج الى الوظائف , الموضوع ظاهره
حقوقي يتعلق بضمان حقوق المرأة وباطنه-محتوى المسودة- أمر ما يثير الشبهة
يدفعنا للتساؤل هل يريد الغرب فعلا حرية المرأة أم انه يريد حرية الوصول
للمرأة!؟
إن الغرب يعاني من الفكر الصدامي في جميع مناحي الحياة فيقسم المجمتع إلى مجموعات صغيرة ينظر كل منها إلى الاخر وكانه خصمه , فظهرت جمعيات حقوق المرأة ضد إضطهاد الرجال, النقابات العمالية ضد إضطهاد أرباب العمل , المثليين كجنس ثالث يطالبون بقوانين تشرع وضعيتهم , الأقليات ضد إضطهاد الأكثرية, إن مسألة جمعيات حماية حقوق المرأة بدأت تظهر في الولايات المتحدة في اربعينات القرن الماضي للماطلبة في حقهن في المساوات في فرص العمل وضمان حقوقهن السياسية والإجتماعية لكن موضوع حرية المرأة في الغرب تم إستغلاله عن طيب أو سوء نية فأختزلت حقوق المرأة في حقوقها الجسدية (العلاقات الجنسية , الإنجاب خارج إطار الزوجية, حرية تجارة الجسد" البغاء") لكن هذه الحرية لم توفر للمرأة حقوقها ولم تحمها من الممارسات المشينة من قبل الرجال في الغرب فقد أشارت " ايرو نيوز في تقرير لها أنه في كل سبع دقائق تتعرض إمرأة في أوروبا لإعتداء جنسي ,كما أنه في أسبانيا في كل ثلاثة أيام يقتل رجل زوجته وفي إبريطانيا وإيرلندا بلغ عدد المنتحرين سنويا أكثر من 6000 شخص وأكدت الشرطة الابريطانية أنها تتلقى 100000 مكالمة سنوية من نسوة يشتكين من إعتداء الزوج أو الشريك وفي الولايات المتحدة الامريكية وفقا لدراسة نشرتها" يو اس اي توداي"الأمريكية في سبتمبر 2005 أن هناك 29000 حالة إنتحار سنويا أي بمعدل 80 حالة إنتحار يوميا وأن هنالك معدل 5745 إمرة تموت في الولايات المتحدة سنويا ضحية العنف المنزلي ناهيك عن جرائم القتل التي تحصد أرواح الآلاف, هذا هو حالهم فاعتبروا يا اولي الاباب.
لكن مادامت الدول الغربية تعتبر أنها حققت الكثير من المكتسبات في مجال حقوق المرأة وتريد أن تحقق المزيد فلماذا لا تسن هذه الدول قوانين تضمن لنسائهم ومثلييهم حقوقهم ويتركوا الاخر وشأنه!؟ الم يعلم هؤلاء أن للشعوب الأخرى خصوصيتها , لها دياناتها وعاداتها وأعراقها , أم أن الغرب أصبح يطبق المبدأ الفرعوني " ما أريكم الا ما أرى" , ألم تعلم حكومات الد ول الإسلامية التي وقعت على ميثاق المسخ والخزي أن لنا دينا حمى المراة وأعطاها من الحقوق ما لايتمتع به هؤلاء في الغرب وأننا لسنا بحاجة لاستنساخ تجارب فاشلة !؟
مشكلة الغرب أنه لا يفرق بين الأنسان والحيوان فالإنسان روح وجسد ويحتاج للغذاء الروحي اكثر من حاجتة للغذاء الطبيعي و الحيوان لا يحتاج الا لمايشبع به رغبته في الأكل والشرب والجنس, إن مسألة نقاش حقوق المرأة أمر لا يحرجنا على الإطلاق فالإسلام هو الذي وضع أول قانون لحماية حق المراة فاعطاها الحق في الحياة بعد أن عانت من الوأد وأعطاها حقها في الحضانة دون الرجل وأعطاها الحق في الميراث وفرض لها النفقة و الصانع أدرى بصنعته" ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير".
إن الذين يتحدثون عن أن المرأة غاب نجمها مع بزوغ فجر الإسلام عليهم أن يرجعوا للتاريخ الإسلامي ليجدوا أن المرأة لم تكن في يوم من اليام حبيسة أربع جدران بل كانت حاضرة ومشاركة في خدمة المشروع الاسلامي في السلم والحرب فقد خرجت النساء مع رسول الله صلى الله عليه وسلم للقتال, خرجت أمنا عائشة رضي الله عنها مع جمع من النساء في غزوة أحد وكانت مسؤوليتهم سقاية الرجال وخدمتهم كما شاركت نسيبة رضي الله عنها في القتال يوم احد وكان للنساء دور بارز في تربية وتعليم النشأ , أما عن من يتشدقون بالمساوات فلا توجد مساوات مطلقة بين الرجل والمرأة في أي مكان من دول العالم فلم يسبق ان وصلت للرئاسة امراة في الولايات المتحدة الامريكية ولم يسبق أن وصلت لقيادة اركان جيشها ولا حتى لرئاسة وكالات الاستخبارات وهو الحال في نفس الدول الغربية –وهناك إستثناءات قليلة جدا- فطبيعة المرأة تقتضى التمييز لكن بشكل إيجابي لصالحها كما فعل الإسلام فهو حين ولى أمر القوامة للرجل فهو بذالك يريح المرأة من عبأ ثقيل ومايستشهد به البعض عن أن شهادة المرأة هي نصف شهادة الرجل نظرة دونية للمرأة فهذ ليس صحيحا والأمر ليس مطلقا وفرق فيه الفقهاء بين الشهادة والإشهاد كما أن شهادة المرأة تكون مقدمة على شهادة الرجل في أمور النساء كالشهادة في الرضاع , إن كان هنالك تمييز فهو تمييز إيجابي بحق المرأة فالنبي صلى الله عليه أوصى بها في خطبة الوداع فقل استوصوا بالنساء خيرا وأمر ببر الأمهات فقال: الجنة تحت أقدام الأمهات ,كما أوصى بالمرأة ثلاث مرات في حيدث ابي هريرة" جاء رجل الى رسول الله صلى الله عليه وسلم فسأله من أحق الناس بصحتي قال أمك قال ثم من؟ قال أمك قال ثم من؟ قال أمك قال ثم من؟ قال أباك " ,فأوصى بالأم ثلاث مرات بينما أوصى بالأب مرة واحدة وهذا لا يعني اهمال الشرع لمكانة الأب بل يعني المكانة الخاصة التي أوصى بها الشرع للمراة.
إن الدين الإسلامي دين محفوظ بحفظ الله " إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون" لا يمكن التغير ولا التبديل فيه لكنه مع ذالك دين كامل شامل يصلح لكل زمان ومكان , فهو لا يهتم بالعبادات فقط بل ينظم المعاملات,وكما عاد الغرب تحت وطأة الأزمة الإقتصادية ليستفيد من تجربة الإقتصاد الإسلامي سيلجأ الينا قريبا تحت وطأة أزمة أخلاقية ليستفيد من مدونة الأحوال الشخصية الإسلامية .
إن الدين الإسلامي دين محفوظ بحفظ الله " إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون" لا يمكن التغير ولا التبديل فيه------- لكنه -----مع ذالك دين كامل شامل يصلح لكل زمان ومكان , فهو لا يهتم بالعبادات فقط بل --
ردحذفرائع وحقيقي
-لكن --،،كانها ،للإستثناء او الإستدراك ،،،،مماذا ،،أو ،لماذا ؟!