30 أغسطس، 2013

بناء رأس المال الاجتماعي / إسلمو ولد أحمد سالم

"الناس صنفان: صنفٌ مجرم وصنفٌ لم تتح له الفرصة ليصبح كذلك" ، مقولة قد لا تنطبق على كل الناس و لكنها بالتأكيد تنطبق على جل أبناء الوطن.

إن المتحدث عن الفساد في وطننا كمن يخبر الناس أنّ لون اللبن أبيض وأنّ الثلج بارد...  و مع ذلك فالدولة تحارب الفساد و المواطنون يحاربون الفساد و الإعلام يحارب الفساد ، و رئيس الفقراء يرفع يافطة محاربة الفساد ، فمنهم المفسدون إذن؟

الجميع يحارب الفساد و يتحايل على القانون و يقوم بتغليب المصالح الخاصة أو الشخصية على الصالح العامة ، الجميع يحارب الفساد و يبني شبكة من العلاقات الشخصية المعتمدة على مجموعة التجاوزات القانونية التي مكنه منصبه من التحايل للقيام بها ومجموعة المنن التي له على المستفيدين من هذه التجاوزات ، الجميع يحارب الفساد و يقوم بإساءة استخدام السلطة المخولة له  لأهداف غير مشروعة كالرشوة و الابتزاز و المحسوبية و الاختلاس.

إن بناء رأس المال الاجتماعي المتمثل في  إحياء المنظومة القيمة للمجتمع و تعزيز الثقة بين الفرد و المؤسسات العمومية، وتقوية المكانة المعنوية للفرد ، ينمي الوازع الأخلاقي الذي يتحكم في تصرفات الأشخاص ويشكل المعايير التي تنظم تصرفاتهم.
فلا يصح أن يكون الهدف من قوة الاقتصاد الوطني للبلد هدفا لتكديس الانتاج ، مع غياب الاهتمام بتنمية و تطوير منظومة القيم الاجتماعية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق