18 يوليو، 2012

الحزام الأخضر في مقطع لحجار والنهاية المؤلمة


كان الحارس  المرابط على الثغر الشمالي من هذه المدينة مكملا لوحة فنية رائعة قوامها الشجر الأخضر الرائع والرمل الناعم وكأنه يقول لهذا الرمل أنا أولا قبل أن تصل إلى المدينة.
 ظل هذا الحزام يصارع هذا الرمل عقودا حتى صرعه فلم يعد هناك تهديد لهذا الرمل .
ومنذ أعوام بدأت يد الإنسان الظالمة تتسلل إلى هذا الحزام في غياب تام للإدارة بالمدينة عن هذا المشهد الخطير، فبحجة الفقر والفاقة والبحث عن لقمة العيش قضى الإنسان على هذه النعمة  الكبيرة.
 إذ بدأت حاجته أولا إلى ما يبس من أغصان هذا الشجر وجف ثم تطورت إلى كل عود قوي صلب إن كان أخضر فلم تعد ترى إلا أغصانا طرية نبتت على جنبات جذع مسكين وكأن لسان حاله يقول : سأعيد الحياة إليك رغم الجراح .
وأخيرا لم يكتف الإنسان بهذا القدر وهو يرى جذوعا بها بقية من حياة تستطيع إعادة المشهد الأول فما كان منه إلا أن اقتلعها من جذورها تاركا أغوارا يملؤها الرمل الزاحف على المدينة سريعا.
هذه الحقيقة المرة بحاجة إلى أن يعيها كل مواطن غيور على مصلحة مدينته وبلده وأن يعمل جهده من أجل تلافي ما بقي ، فالأيادي الآثمة التي تقتلع هذه الأشجار وتحول الأرض إلى صحراء بلقع لا زالت تفعل فعلتها المشينة إلى تاريخ كتابة هذه الأسطر، كما يستدعي من السلطات المعنية بالأمر اتخاذ كل إجراءات سريعة وعاجلة  لحماية هذا الحزام الذي يقي مدينة مقطع لحجار من الخطر الداهم المتمثل في الرمال الزاحفة إليها من الشمال .


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق