بقلم : ذ. حد أمين ولد عبد الله |
لا أجد النكهة التي تملكت شغاف قلوب البعض من منصب عمدة بلدية مقطع لحجار ، إنه لأمر محير حقا أن يحلم كل من دب و دب على هذه الرقعة الجرداء، القليلة الماء ، الرقيقة الحال ، في أن يكون عمدة لهذه البلدية مما جعل البعض يتيه في بيداء الوهم فيتلقب باللقب حتى قبل الإعلان عن موعد الانتخابات، بينما يغرق آخرون في بناء مداخل منازلهم و تبليط باحاتها حتى تكون لائقة بصاحب المنصب ، بل تجاوز الأمر حد أن يحلم بها الابن من أجل أبيه و يحارب دون ذلك فينظم السهرات و المسابقات الرياضية و الثقافية في غير ما مناسبة.
لقد يمم فرسان الكتابة أقلامهم في الفترة الأخيرة فضاء النت ، آملين في انفراج الأزمة السياسية عن انتخابات محلية ، فانقسموا بين موالي مصفق للعمدة الحالي و بين ناقم يجند كل طاقته الأدبية والفكرية في ذمه و سبه و التحامل عليه ، كل ذلك في أساليب تتراوح بين الموغل في السبك و الارتقاء و بين ما يغلب عليه التخلخل و الرطانة . و حسب خبرتي القصيرة و معرفتي بالمقاطعة فأنني أود أن أورد مجموعة ملاحظات يجب ألا تغيب عن ذهن كل مترشح و كل مرشح لأن يكون مترشحا و كل حالم و كل واهم أن يكون مرشحا :
1) أن مقطع لحجار لم يعد ينتخب فيها من خطب ود النظام أو سعى في إرضائه أو حاول أن تتداول أقوله أو أفعاله المواقع، فقد مضى زمن التقية و المجاملات و المحاباة و التقرب من المسؤولين و أقاربهم و زيارة منازلهم و رسائل التخرج على انجازاتهم.
2) أن الحملات و الحملات المضادة للعمدة الحالي أو ضده لا تجدي نفعا في الاتجاهين فأبناء المقاطعة يرون محاسنه و غيرها على الأرض و يلامسونها كل يوم على أرضية مقطع لحجار لا على الفيسبوك أو أتويتر و غيرهما، ولا أهمية لإلقاء الكلم على عواهنه مادمت الشواهد قائمة تنبئ عن نفسها.
3) أن التعلق بخيوط الأنظمة السابقة الواهية من الساسيين الذين فقدوا المصداقية هو ضياع للوقت و الجهد ، فأبناء المقاطعة قد جددوا طبقتهم السياسية فعلا و لم يعد هناك مجال للمتباكين على المناصب و سمسارة الأصوات ولا الذين ينصبون أنفسهم متحدثون باسم المدينة ، على هؤلاء و أولئك أن يفهموا أن عجلة التاريخ تدور و أن الوجوه و البدائل تظهر كل يوم
. 4) أن الدعاوي القبلية العشائرية و عقلية التدوال على أساس أحقية التمثيل لم تعد تلقى آذانا صاغية ، فالقيادات التقليدية لم تعد تستطيع تجاوز أدوارها الاجتماعية فلا مجال لاستدرار عطف الشيوخ أو هدر ماء أوجه الشباب في دعايات لم تعد مواتية للمعطيات الحضرية للمدينة.
5) أن ″ ...... الزَّبَد فَيَذْهَب جُفَاء وَأَمَّا مَا يَنْفَع النَّاس فَيَمْكُث فِي الْأَرْض .......″
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق