عبد الرحمن ولد بل / كاتب صحفي |
ومع تزايد الحديث عن إجراء انتخابات بلدية
وتشريعية نهاية العام الجارى واحتمال أن تتأجل للعام المقبل بفعل انقسام الفاعلين
فى المشهد السياسى الوطنى فإن سياسيى لبراكنه أطلقوا حملاتهم فعليا وإن بشكل صامت
وأخذ الكل منهم يعمل من أجل ضمان موقع مشرف فى الساحة السياسية التى ستتمخض
عنها تلك الإنتخابات إن كتب لها أن تأجرى.
قبل أشهر أعلن السياسى والنائب البرلمانى
الأسبق اسماعيل ولد أعمر مغادرته لحزب تكتل القوى الديموقراطية وزحفه باتجاه الحزب
الحاكم وهى خطوة لم تحمل مفاجأة للمراقبين للشأن المحلى بل اعتبروها حالة صحية لا تسترعى كثيرا من
الإنتباه.
وفى مدينة بوكى جنوب الولاية بدأ الجنرالات
الذين يخيم عليهم شبح انتهاء الصلاحية فى كسر العظم حول من سيحتل كرسى المقاطعة فى
مجلس الشيوخ تمهيدا لخلافة الراحل بامبارى.
حالة مقاطعة مقطع لحجار تبدوا فريدة
والأكثر تعقيدا، فالحزب المسيطر على مفاصل الدولة بدأ يتفكك ويفقد السيطرة على بعض
أهم قواعده ويتضرر بسلاح طالما لجأ إليه فى أوقات العسرة مع قرب الاستحقاقات وهى
سابقة من نوعها تستحق منا الوقوف.
عدد من منتخبى المقاطعة بزعامة النائب
مولاى ولد ابراهيم لم يعودوا يرون فى الأغلبية الرئاسية الإطار السياسى المناسب
لهم وهم من تغنوا على النظام لسنين خلت، فى ضربة موجعة قد تتسبب في هزات عنيفة
لقواعد الحزب المحلية المتصارعة داخليا وهى التى تتغنى بمشروع تغيير بناء جامع،
وقد تم تداول للحديث أكثر من مرة حول تاريخ إعلان الحدث المرتقب ومكانه ونية حزب
التجمع الوطنى للإصلاح والتنمية "تواصل" الذى يتجه إليه المنسحبون تنظيم
مهرجان ضخم احتفاء بالحدث واستعراضا للقواعد فى وجه انتخابات يعتبر أبرز الحاضرين
فيها على مستوى المقاطعة.
وفى ضوء التأجيل المستمر لإعلان النائب
ورفاقه الانسحاب من الأغلبية يرجع بعض المراقبين الأمر لمساع محمومة لرجالات
النظام والسلطة و"حمالتها" تهدف لإرباك المنسحبين من خلال اختراق جبهة
المناصرين لهم عن طريق سيل من الوعود والضمانات لإحداث فصل بين تلك القواعد
والمقاتلين المنفقين قبل وبعد الفتح والساعين اليوم لمغادرة السفينة.
فى عاصمة الولاية بدأ الحديث عن تفكك قطب
النافذين يتصاعد بعد تسريب لبعض أحاديث الصالونات أبدى فيه اللواء محمد ولد مكت
انزعاجا شديدا من تصرفات مدير شركة المناجم والوزير السابق عبد الله ولد أوداعه
واتهامه له بالتسبب فى تراجع شعبية الحزب الحاكم بالمقاطعة والعمل لمصالحه الذاتية
على حساب القواعد الانتخابية للنظام.
وهى تسريبات أزعجت الطرفين وحاولا بعدها
إظهار تماسك من خلال ترتيب انشقاق مجموعة من أحد أحزاب المعارضة فى بلدية شكار
وانضمامها للإتحاد من أجل الجمهورية غير أن سببا "ما" جعل عملية الانشقاق مسرحية سيئة الإخراج والشكل
هزيلة المضمون وصاحبها الكثير من القيل والقال.
تسريب حديث الصالون وحد الخصمين ولعب
"الحمالة" فيه دورا ليس باليسير وكنت المتهم الأبرز عندهم بالوقوف خلف
تسريب الموضوع وطلب منى عن طريق وسطاء الإعتذار أو تبرأة الذمة أو مساعدة فى كشف
من يقف خلفه.
وكان ما نقل إلي من تصريحات الطرفين لا
يخلو من نبرة تهديد ووعيد غاب منها الترغيب والوعد لسبب هم أدرى به ولحكمة بالغة
فى نفسيهما.
لن أكشف مزيدا من تلك الكواليس ولن أتحدث
عنها ما لم يحن الوقت المناسب، لكن بودى تسجيل الملاحظات التالية لأوصل رأيى
وأحمله بنفسى دون وسيط أو حمال أو حمالين (وقد أعربوا لى مشكورين عن استعدادهم
لحمله وتبليغه)، لكن قررت حمله بنفسى كى يصل بالشكل الذى أريد وليفهموه هم بالشكل
الذى يريدون فهم أحرار لكن عساهم يجدوا فيه أجوبة على كثير من التساؤلات لديهم.
- لست من صحافة الصالونات ولست من هواتها
علما بأن الصالونات يكون فيها رهبان العلن فرسان.
- لا اعتذار ولا تعاون وليكن ذلك واضحا.
- قلة المهتمين ظاهريا بالإعلام فى الولاية
جعلت التهم بالوقوف خلف المدونات تلاحقنى وهى تهم اعتبرها بمثابة وصل على تسلمكم
للرسالة وهى تاج على الرأس ووسام على الصدر يجعلانى أشعر بأن على القيام بواجب
اتجاه المحرومين ولن أتهرب من أداء الواجب.
- تهديدكم يشرفنى ووعيدكم يسعدنى وفضح
الفاسدين غايتى ومطلبى.
- احترامى للمهنة يجعلنى أحتفظ للخبر
بقدسيته وللتعليق بحريته، فالخبر ليس ساحة لتصفية الحسابات أو رد الجميل، والإعلام
خدمة للمجتمع وللأمة.
- احترم الجميع كأشخاص وأرفعهم على رأسى
حين تكون لغة العلاقة الاجتماعية هى ما نتحدث به وأسعى لكشف فساد الجميع حين يتعلق
الأمر بالشأن العام ونتكلم فى الرسميات ونستعمل الألقاب والصفات.
وصلنا من البريد: <bellaabd12@gmail.com>
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق