06 مايو، 2013

في ضيافة الوزير/ الشيخ أحمد حمود


عندما ترغم الأ قدار المواطن المظلوم أن يتظاهر أمام وزارة من وزاراته وتقابله بصمت عريض مطبق يشعر المواطن بإحباط خاصة في زمن ترفع فيه الدولة شعارات من بينها تقريب الإدارة من المواطن. كان من تصريف تلك الأقدار أن خرجت مدينتي الوادعة صنكرافة التابعة لمقاطعة مقطع الأحجار ولم يكن من رد الجميل أن نتقاعس, فخرجنا في شمس صيف إ يريل الحارقة مطالبين بحق لا نراه إلا أبسط الحقوق إنه حقنا في توفير الماء والكهرباء لمدينة من مدن هذا لبلد المترامي تحمل على أديمها كثافة سكانية معتبرة. اختار المتظاهرون السيد الوزير الأول لأنه الشخص الثاني في الدولة ولأنه رئيس الحكومة وجاره آمن من روعة الضيم ونحن الذين قد مس أهلنا الضر. حدثتنا النفس بلقاء مثمر وتاريخي مع الوزير وقد سمعنا قديما في النزاريات "ما أطيب اللقيا بلا ميعاد".

تجمعنا من شتى ثلاث وأربع حتى بلغنا الثمانين وظننا أن الوزير قد يرى تقلبنا أمام وزارته المحترمة أو على الأقل يسمع صوتنا مخترقا تلك الجدران الصينية الجزلة و السميكة فما كان الوزير يرى وما كان صوتنا يسمع حتى ولو كنا أمام باب مكتب الوزير.فيبدو أن قيمة المواطن الموريتاني أيا كان منخفضة في البورصة الحكومية, أي سخرية هذه وأي حكومة شعب هذه. أليس حقا على الوزير أن يصغي لصيحات ضيوفه المستغيثين به أم أننا في زمن الإنقطاعية والأحادية حيث لا ضيف في زماننا. سيدي الوزير تجاهلكم للضيوف الكرام لايليق بحضراتكم.

في دستور الدولة الحكومة من الشعب وإلى الشعب فما وجدت الحكومة إلا لتسمع صوت المواطن وتلبي مطالبه. فإذا كانت الحكومة ممثلة في رئيسها غير قادرة على تلبية نداء المستنجدين بها فلتذهب إلى مزبلة التاريخ وليعيش المواطن بعيدا عن فردوسها الوهمي ولاشيء أأسف من أن نرى حاكما غير مكترث لرعيته خاصة عندما يتعلق الأمر بالجمهورية الإسلامية. ففي دستور الإسلام يقول الحبيب صلى الله عليه وسلم "ألا كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته" و خاطب الإسلام الحاكم بضرورة رعاية حقوق الرعية وتوفير الحياة الكريمة لها فأشقى الولاة من شقيت به رعيته وأسعدهم من سعدت به ولهذا, وعبرالتا ريخ, كرست رجالات الدين و السياسة جزء كبير من اهتماماتها لتلبية معظم الحاجيات الأساسية للفرد والمجتمع.

على كل الأصعدة صمت الحكومة يحتاج إلى تفسير يوسفي, أهو عجز منها وفشل أم أن الحكومة محنكة في اللعب واللف والدوران أو ربما تكون مشكورة تقف ضد استغلالا الموارد الطبيعية و تسعى إلى تخزينها لحاجة في نفس يعقوب!لا أحد يماري في أن الحكومة أعلنت أكثر من مرة نيتها في تحسين الظروف المعيشية للسكان لكن تصريح الحكومة أضحى مجرد سمكة ابريل والتي تلاحق المواطن الموريتاني منذ فجر الاستقلال فلم تعد السمكة سمكة ابريل فحسب بل عرفناها سمكة أشهر السنة كلها. لقد خلق زيف الوعود أزمة ثقة بين الحاكم والمحكوم فإلى متى يرى المواطن وعدا منجزا وأملا يلوح في الأفق ينتشل الأحلام من مستنقع الضياع!

منذ نشأة الإنسان وهو يسعى إلى تحسين ظروفه المعيشية ففي العصر الحجري بنى الكهوف وبذل الغالي النفيس لكي يعيش في تحسن دائم فهذه الرغبة بشرية وسارية على مر العصور وهذه الحاجيات تترتب حسب أولويتها.ونحن اليوم نعيش في القرن الواحد والعشرين ومع ذالك لاتزال في وطننا الحبيب مدن وقرى كأنها تعيش في العصر الحجري حيث تشرب مياه الآبار ولا تتوفر على أبسط مقومات الحياة من صحة وتعليم ناهيك عن الكهرباء الذي أصبح في قرننا الحالي ضرورة من ضروريات الحياة. فلا تتفاجأ ياسيد الوزير إذا حل المتظاهرون بساحة قصركم الصيني العظيم أو بالقصر الرمادي حيث السيد الرئيس فالشعب اليوم سيملأ ما بين القصرين و لن يرضى بالخلود بديلا, خلود في الحياة الكريمة والذي لامناص فيه من تحقيق المطالب يقول أحدهم وكأنه يلخص كل مقيل:
وإن لم يكن يجدي وزير لسؤالنا @ لقصر الرئيس المشي عنه فلا ردا
وقد طاب نشدي في حقوق لبلدتي@ وحملي أمورا قد تعانيهم جد
لعمرك ماترتاب ميمونة السعدا@بأنا تركنا السعي في أمرها عمدا

وصلنا من البريد:
hcheikh1990@yahoo.fr

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق