يبدو أنّ مجموعات من شبابنا، في مقاطعة مقطع لحجار بصفة خاصة، قد جرفتهم التجاذبات السياسية- ربما بحسن نية-إلى الوقوع في المحظور، عندما تجاوزوا الخطوط الحمر، بتخليهم عن اللياقة المطلوبة في التعامل-قولًا أوفعلًا- مع منافسيهم في أثناء الحملات الانتخابية. يتضح ذلك، من خلال ما يدوَّن ويصدر– إلكترونيا- من كتابات وملاحظات وتعليقات.
ويطيب لي، بهذه المناسبة، أن ألتمس من هؤلاء الشباب أن يتحلوا بشيء من الصبر يسيطرون به على أعصابهم ويجعل صدورهم تتسع لامتصاص ما قد يتعرضون له من صدمات أو مضايقات في أثناء الحملات الانتخابية التي تسببت في ظهور هذا "التشنّج" الانتخابيّ، وأن يضعوا نصب أعينهم أنّ الانتخابات حدث عابر، ويبقى الودّ ما بقي الزمن (والاختلاف في الرأي لا يفسد للودّ قضية). ولا بأس، في هذا المقام، من الاستفادة من الحكمة الواردة في المثل الحسانيّ: " إگد حد يشكر النبيّ ما عَيَّبْ حَلِيمَة". بمعنى أنه يكفي أن يُبرِز كل واحد منكم ما يتميز به مرشحه من خِصال حميدة، دون التجريح أو المس من عِرض منافسه، بالحق أو بالباطل. كما أود أن أذكر الإخوة والأبناء الشباب بأنهم تربوا-لله الحمد- على القيم الإسلامية الفاضلة التي تحث على أن يوقِّر الصغيرُ الكبيرَ ويرحم الكبيرُ الصغيرَ، ويتأكد ذلك، حسَب التقاليد المرعية، بين ذوي الأرحام وأبناء العمومة والجيران.
وحتى لا يظن الشباب أنني منحاز-بسبب عامل السن- إلى الشيوخ، فإنني أبادر بالقول إنّ الكبير يجب أن يحترم الصغير، ويوجهه- إن أخطأ- بالحكمة والموعظة الحسنة، ويسامحه ويتغاضى عن بعض الهفوات والتصرفات الناتجة-ربما- عن قلة التجربة، أوعن طبيعة الشباب المتسمة بالتمرد على كل شيء. وينبغي لنا جميعا أن نتذكر أنّ الكبير منا، الذي نرجو أن يمد الله في عمره، كان صغيرًا، وأنّ الصغير، الذي نرجو أن يمد الله في عمره، سيصبح كبيرا. ومن هنا ، فعلى شبابنا أن يوقروا شيوخنا، وأن يدركوا أنهم(أي الشباب) عندما يتقدم بهم العمر-بإذن الله- سيكونون بحاجة إلى من يوقرهم . فلنحذر جميعا من أن تفسد السياسة أخلاقنا.
(وإنما الأمم الأخلاق ما بقيت***فإن همُ ذهبت أخلاقهم ذهبوا).
görüntülüshow
ردحذفücretli show
5L0