هناك حقيقة ثابتة غير قابلة للشّك، وهي أنّ التاريخ لا يتحمّل الزور طويلا، ومهما طال الزمن لا بُدّ للحق أنْ ينبلِجَ ذات يوم...
كم من حُلم كان يبدو مُستحيلا تحقّق في ظرف جيلنا نحن أبناء ستينات القرن الماضي، أي في غضون أربعين أو خمسين سنة من عمر الأمم.
استذكر منها على سبيل المثال، لا الحصر: تصفية الاستعمار بشكل تام من القارة الافريقية وغيرها، والاطاحة بنظام الميز العنصري [الأبرتيد] في جنوب إفريقيا، واسترجاع حقوق السود في الولايات المتحدة، وهزيمة الأمريكان في الهند الصينية [فيتنام و كامبوديا و لاووس]، و انهيار معسكر الاتحاد السوفياتي، وتحطيم جدار برلينْ، والوصول إلى القمر، إلخ...أحلامُ كانت تبدو مستحيلة...
عاشتْها النخب المستنيرة، على اختلاف مشاربها، بثقة في عدالة قضاياها ومنطق انتصارها لأنّها بكلّ بساطة تقع في سياق التاريخ.
و الحقيقة الثانية، هي أنّ القضية الفلسطينية برُمّتها تقع في نفس السياق،و هاهي قد بدأت تأخذ مجراها في نهر التاريخ والانتصار!!!
إنّه منطق التاريخ، وقانون الحياة الذي ينجرف في تياره كل من يُعاكسُ مجراهُ ويقِفُ في وجه سيْله العظيم...
وباختصار، فإنّ ما نعيشه اليوم في موضوع فلسطين، وما تسطرهُ المقاومة من تقدّم وإنجاز باهِر وما تلقاهُ من دعم وتعاطف متزايد عبر العالم... يُذكّرني تماما بالظروف الدولية والداخلية التي عشناها في العقود ال5 الماضية، والتي اكتنفتْ انتصار قضايا تاريخية كُبْرى كانت تبدو مستحيلة في نظر العوام..