![]() |
م . لمهابه ولد بلاَل |
عندما عاد منذ أشهر رئيس حزب اتحاد قوى التقدم السيد محمد ولد مولود من فرنسا بعد رحلة علاج استغرقت أشهرا عقد مؤتمرا صحفيا في انواكشوط تكلم فيه كلاما مؤثرا يعكس مدى التعاطف والتضامن الذي حظي به من طرف مختلف الأطراف السياسية في البلاد بمن فيها السلطات الحالية التي هو يعارضها كرجل سياسي ؛
وهذا ما يؤشر الى أن البلاد مهما بلغت من التجاذبات السياسية والصراع على السلطة في شكليه الإيجابي والسلبي تظل هناك بقية أخلاق تكشف عن نفسها في الوقت المناسب ؛ متحدية أطواقا من الشحن السياسي و أكواما من التراكمات الخلافية العميقة .
وجاءت حادثة الطلق الناري الذي تعرض له رئيس الجمهورية السيد محمد ولد عبد العزيز يوم السبت الماضي لتتأكد تلك الأخلاق والمواقف النبيلة ؛ و التي تجلت بشكل واضح للعيان فكبار الساسة في البلد الذين طالما صبوا جام غضبهم على الرئيس وحكومته والعسكر من بعده تدفق مدادهم مشكلا بيانات راسمة لوحة بديعة من التعاطف الراقي والموقف الأخلاقي مع الرئيس في محنته ؛ بل ذهبت المعارضة التي كانت تصنف بالصقور إلى أبعد من ذلك عندما جمدت كل نشاطاتها السياسية رغم ان المطالب السياسية لاعلاقة لها بالشخصية أو الإنسانية ؛ لكنها قدمت على تلك الخطوة ـ وخيرا فعلت ـ لأنها تعلم برجالها المخضرمين والمجربين انه في مجتمع يختلط فيه الحابل بالنابل لن يفسر اي نشاط في هذا الوقت إلا بالتشفي والشماتة واستغلال حادثة أليمة لإكتساب نقاط سياسية ؛ في مجتمع أغلب قاعدته ورأيه العام حتى بعض نخبته لا يمكن أن يميزوا وخاصة في هده الفترة بين محمد ولد عبد العزيز الرئيس أو السياسي الخصم ومحمد ولد عبد العزيز الإنسان المواطن المصاب والأب لاسرة و أولاد .
حادثة الطلق رغم كل مساوئها التي تبدأ بإصابة موريتاني أولا ورئيس دولة ثانيا تعصف بها التحديات في هذه الفترة الحرجة من التجاذبات السياسية الداخلية والخارجية خاصة الأوضاع الملتهبة والمرجحة للإلتهاب أكثر في حدودنا مع الجارة الشرقية مالي ، رغم كل ذلك جاءت هذه الحادثة لنكتشف أولا ولنستثمرثانيا ما تبقي لدينا من نقاط قوة تكمن في هذه الحالة التضامنية والوحدة عند الملمات والتي يمكن أن تستثمر إن وجدت إرادة صادقة حقيقية وتعالي عن الخلافات السطحية والحساسيات الضيقة والمصالح الشخصية.
فالرئيس محمد ولد عبد العزيز بعد رجوعه بالسلامة سالما بإذن الله يجب أن يبعث برسالة جديدة للمعارضة و وللرأي العام وللشعب الموريتاني يبرهن من خلالها أن تغيرا يجب ان يحدث في فتح حوار حقيقي شامل من دون قيد أو شرط يكفل حياة ديمقراطية حقيقية لا غبار عليها بنية صادقة ومعالجة حقيقية لسبب المشاكل الأول منذ 30 عاما وهو تدخل الجيش في السياسة و الزج به في أتونها و والتعويل على الإنقلابات العسكرية للولوج إلى دهاليز حكم دولة من العالم الثالث مثقل كاهلها بالتحديات السياسية والإقتصادية والإجتماعية ، وتعصف بأغلب شعبها مشاكل الفقر والجهل والمرض مما زاد الطين بلة و ضاعف المأساة ؛ وفاقم المعاناة .
ان خروج الجيش من السياسة وجعله جيشا جمهوريا مخصصا لوظيفته الأصلية وهي الدفاع عن البلاد وتمكين النخبة السياسية المدنية الواعية من ادارة البلاد وتشجيعها وجعلها في مناخ آمن أمر بات لامناص منه لأي شعب يتوق نحو الإزدهار والإستقرار والتنمية الحقة .
والمعارضة أيضا مطالبة أن تكمل معروفها بالجلوس وفتح القلوب والعقول والتوحد والمساهمة في مساعدة هذه البلاد حقا والتعالي على حب الكراسي واتاحة الفرصة لهذا الشعب لتحقيق نهضة تنموية تحقق ابسط تطلعاته ؛ هذا الشعب الذي يستحق على كل الموريتانيين مدنيين وعسكريين التعاطف معه لانه هو أيضا يتعرض للطلق يوميا ومن نيران صديقة بل من نيران الأبناء .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق