28 مايو، 2013

محمد محمود ولد بلال: أثر المحاظر في التحصيل العلمي كبير جدا

في مقابلة حول التعليم الأصلي والمعاصر أجراها موقع جمعية المستقبل للدعوة والثقافة والتعليم مع الدكتور محمد محمود ولد بلاد أستاذ بجامعة لعيون الإسلامية،وقد نبه خلالها  إلى ضرورة الحفاظ على التعليم المحظري الأصلي مع الأخذ في تطويره ولاستفادة منه بشكل أكبر كما نبه إلى تكامل التعليم الأصلي والمعاصر حيث يكمل هذا الأخير نواقص المنهجية التي قد تلازم التعليم الأصلي كما أن موسوعية التعليم المحظري تعطي ثقافة واسعة للطالب حيث يأخذ من كل فن بطرف.

وفي ما يلي نص المقابلة:
ما هي مميزات التعليم الأصلي في المعاهد النظامية ؟
هناك العديد من المميزات التي تميز التعليم الأصلي في المدارس النظامية منها على سبيل المثال
ــ تنظيم المعلومات بطريقة تتماشى مع المنهج العلمي المعاصر
ــ تحديد التخصصات للطالب والتعمق في تخصصه الذي يرغب ويتفوق فيه
ــ تمنح للطلاب شهادات معترف بها رسميا تثبت جدارتهم وكفاءتهم
كما أنها تكمل بعض النواقص التي تشوب التعليم المحظري من حيث المنهجية المتبعة في التدريس المعاصر وتوجيه وتشجيع الطلاب على البحث الذي يثري الساحة العلمية والثقافية مع تفادي الطالب لشيء من التكرار "الجامد"، للمواد المدرسة.
ــ ما هي مشاكل التعليم الأصلي في المعاهد النظامية؟
لقد أصابها ما أصاب جميع المؤسسات التعليمية في البلد وواجهتها مجموعة مشاكل منها
ــ النقص من حيث الكيف
ــ المناهج المدرسة تحتاج إلى مراجعة وتقييم مستمر
ــ لابد من توفير الوسائل الضرورية لتحصيل العلم مثل المكتبات والمراجع الأساسية
ــ تحسين ظروف الطلاب وتوفير الجو الملائم للدراسة
كيف تقيمون  مستويات الطلاب ؟
مستويات الطلاب تبقى دون المستوى المطلوب
 طبعا تبقى هناك استثناءات معروفة فهناك بعض الطلاب المتميزون وهم في الغالب خريجوا المحاظر لكنهم قلائل.
ومن المعروف أن المستويات على ثلاثة مراتب
ــ المستوى الأعلى وفيه المتميزون وهم نوادر
ــ المستوى المتوسط وفيه غالبية الطلاب الذين يحتاجون إلى بذل جهد مضاعف من اجل التميز
ــ المستوى الضعيف وفيه بعض الطلاب الذين لم يدرسوا المقررات جيدا او يعانون من خلل أو قصور في الفهم
هل هناك رقابة حقيقية لهذه المؤسسات؟
هناك مستوى من غياب الرقابة على البرامج التربوية لذالك كان من الضروري أن تنتهج هذه المؤسسات نهجا جديدا تأخذ فيه الرقابة على البرامج من أول مسؤولياتها وتقدم كافة الوسائل المعية على الدراسة من مكتبات وأحياء جامعية لسكن الطلاب والتحسين من ظروفهم
هل هناك تكامل بين التعليم المحظري الأصلي والتعليم المعاصر؟
نعم هناك تكامل فالمحظرة تخرج علماء والمعاهد المعاصرة تخرج الباحثين
وفي التعليم المحظري هناك تدرج من أصغر المتون إلى أكبرها وأعمقها وهناك يوجد نوع من الحرية حيث تتيح المحظرة للطالب أن يدرس أي متن يقع عليه اختياره كما أنها تتيح فرصة للمراجعة المستمرة أوما يسمونه بالتكراروهو أمر هام جدا حيث يرسخ المدروس في ذهن الطالب وكما أن اغلب النصوص البسيطة التي تدرس في المحظرة تتسم بالوضوح والبساطة كما أن هناك مستوى من التقويم في المحظرة  لا يصل لدرجة تقويم المؤسسات النظامية طبعا لكنه على كل حال نوع من التقويم.
فالمحظرة مؤسسة مهمة خرجت كما هو معروف فطاحلة العلماء الأجلاء في ظروف صعبة للغاية وعادة لا تكون هذه الظروف مواتية لازدهار العلم والتعلم فلا ينبغي أن تهمل الاستفادة منها فأثرها في التحصيل العلمي كبير جدا.
والمطلوب من المعاهد المعاصرة هو تعويض النواقص وتلافي الأخطاء المحظرية من غياب للتخطيط والمنهجية  وكذالك تحفيز الطالب على السؤال والنقاش المثمر وأن لا يكون متلقيا فقط. و المحافظة على التقييم والجزاء المحفزين للطالب على الدارسة والحد من آثار الحرية السلبية التي تسمح للطالب أن يكتب متى شاء ويتوقف متى شاء .

ماهي نظرتكم لمستقبل التعليم المحظري؟
إن التعليم المحظري من واجب الموريتانيين المحافظة عليه لأنه كما قلنا ساهم مساهمة كبيرة جدا في نشر العلم بل إن التعليم المحظري خرج نوادر من العلماء الذين يعز نظيرهم  وتفخر بهم هذه البلاد، لكن لابد من تطوير وتحسين أداء المحظرة حتى يتسنى للمتعلمين فيها مسايرة العصر كما أن مضمون الدروس التي  يدرسها الطلاب في المحظرة تجب المحافظة عليها لكن طريقة التدريس ليس من الضروري المحافظة عليها بل يمكن إدخال برامج مفيدة في طريقة التدريس المحظري تضمن للطالب أكبر استفادة من المدروس كما أنها توفر عليه الكثير من الوقت والجهد .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق