لأرْضُ.. تَنْدُبُ قُطْبَها (في تأبين المرحوم: أعل الشيح ولد أمم)

الشاعر أدي ولد آدبه

صَهٍ .. أسْمَعُ الـدُّنْــــــيَا .. تُرَدِّدُ نَــدْبَـــهَا
فَفِقْدانها اعْـلِ الشَّيْخ ..أعْظَـمَ كَـــــــرْبَــهَا

وغَشَّـتْ سَمَــاديـرُ الأسَى ..عـَـالَمَ الرُّؤَى
فَحَارَتْ خُطَى الأفْـــلاكِ .. تَطْلُبُ دَرْبَـهَا؟

رُوَيْدَكَ .. قُلْتَ : الشَّيْخُ .. خَلَّـى مَكَـــانَهُ؟!
ومَا مَـادَتِ الأرْضُ الَّـتِي كَــانَ قُطْـبَـهَا؟!

بَلى .. ضَرَبَ الخَطْبُ الرَّهِيبُ ..شِغَافَهَا
وأنَّـــى لَـهَا .. أنْ لاَ يُزَلْزِلَ قَلْـــــــبَـــهَا؟!

لَئِنْ كَـــانَ.. لِلْأُوزُونْ ..ثُقْـبٌ .. يُخِـيفُـنَا
فَمَدْفــنُهُ .. فِي الأرْضِ .. أوْسَعَ ثُقْـــبَـهَا

لَقَدْ كَــــانَ .. لِلأرْضِ اليَــبَابِ .. غَمَامَةً
وقَدْ كَـانَ سِلْمَ الأرْضِ ..لمْ يَكُ حَــرْبَهَا

عَلَـيْهِ .. قَـد الْـــقَـى اللهُ ..سِـــرَّ مَحَـــبَّـةٍ
بِكُـلِّ قُـلُـوبِ النَّــاسِ .. وَهْـوَ أحَـــــــبَّهَا

هَـمَـى فَيْضُهُ الـرُّوحِيُّ .. نَبْعًا .. يَعُمُّهـا
شَمَــالاً .. جَـنُـوبًا ..شَـرْقَهَا ..ثُمَّ غَـرْبَهَا 

فَمَنْ ذَا نُعَـــزِّي .. والجَمِـــــــــيعُ مُـرَزَّأٌ
بِمَنْ..حِينَ خَلَّى الأرْضَ ..ضَيَّقَ رَحْبَهَا؟

ومَنْ لِذَوِي الحَــاجَـاتِ .. بعْدَ مَمَـــــــاتِهِ
وَقْدْ كَـانَ قُـوتَ النَّــاسِ ..حَـيًّا ..وطِـبَّهَا؟

فَــــيَا نَاعِيًا إيَّـــاهُ .. ابْكِ العُــــلَى .. فَمُذْ
قَضَــى نَحْبَهُ .. العَلْيَا .. قَضَتْ ثَمَّ نَحْبَهَا

رُوَيْدَكَ .. يا هـــــذا المُرَزَّا..أفِقْ ..وَقُلْ
لِكُلِّ المَـرَاثِي الغر : تُــــــــوقِــفُ سَكْبَهَا 

فَمَرْجِعُـــنَا لِله .. مَهْمَا تَـعَـــــــــاظَـمَـتْ
مَصَــائِبُنَا .. لُطْـفًا .. يُهَـوِّنُ صَعْـــــــبَها

ومَيِّـتُـنَا .. حَـيٌّ .. تُرَفْــــــــرِفُ رُوحُهُ
لَـدَى جَنَّةِ الفِرْدَوْسِ .. يَشْـرَبُ نَخْــــــبَها

وفِي بَـيْـتِهِ .. العَـالي العِمِادِ .. خَـلائِفٌ
فَدَوْحَتُـــهُ .. لا جَـفّـفَ الله خِصْـــــــــبَـهَا