بعد مسيرة ثمانية عشر عاما من التحصيل العلمي لم تكن مفروشة
بالورود إمتلأت باللحظات الصعبة والمشاغل الجمة وامتزجت في أغلبها مابين
البعد عن الأهل والأحبة وأحيانا عن الوطن كبرت فيها أحلام الطفولة و سطرت
حلما سيتحقق يقينا.
كانت حصيلة هذه المسيرة التخرج من جامعة انواكشوط و مواصلة
الدراسة في المغرب و الحصول على شهادة الماستر في معالجة المياه و البيئة.
و بعد العودة من الغربة إلى
الوطن كانت تلاحقني الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية وكنت مدفوعا بحماس لأخدم وطني
الذي يحتاجني بلا شك وأحتاجه لأجد الأبواب موصدة في وجهي لأصير أكثر
غربة في وطني.
و منذ الآن و بعد قرابة سنتين من الزمن طرقت
فيها كل أبواب مؤسسات الدولة و الشركات الأجنبية و المنظمات غير الحكومية وفي هذه
الأثناء لا أجد من يواسيني همومي و هول صدمتي إلا رفاقي الذين يعانون من نفس
المشكلة و ينتمون لنفس الطبقة التي تعاني من ظلم و استبداد القائمين على تلك
الإدارات و المؤسسات التي يعتبرونها ملكا خاصا يعيثون فيه فسادا و يتصرفون كيف
شاؤو.
وبعد كل هذا أكتب هذه السطور علي أجد من يستمع
لنا أو يهمه أمر أبناء هذا الوطن الذين قهروا الـأوضاع الصعبة و بذلوا الغالي و
النفيس من أجل الحصول على شهادات عليا تتماشى مع طموحاتهم و تطلعاتهم و في نفس
الوقت وطنهم بحاجة ماسة لها و هذا ما يؤكده خطابات رئيس الجمهورية و التي يدعو
فيها الكادر البشري الموجود خارج البلاد إلى العودة إلى الوطن.
و
من هنا نناشد الجهات المعنية إلى إعطاء الفرصة للخريجين من جيل الشباب من أجل
المشاركة في بناء الوطن حتى لا يضيعوا تحت إملاءات الواقع المرير الذي يعيشونه . متى
سيجد هؤلاء الخريجون الجدد الفرصة ليبرهنوا علي كفائاتهم ويكتسبوا خبرات
مادامت كل فرص التشغيل المتاحة تشترط خبرة ثلاث سنوات فما فوق إذن هي دائرة مغلقة
لا يمكن ولوجها للخريجين الجدد فإلي متى سيظل هذا النهج؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق