إنصافا للسيد محمّد فال ولد بلاّل / محفوظ ولد محمد الأمين
منذ أيّام و بعض الأقلام تنهمك في حملة شرسة من الشتم والذمّ والتجريح تصل تارة إلى حد التهديد والوعيد ضد شخص محمد فال ولد بلاّل، لا لشيء سوى أنه كتب مقالا عن "وجوه الاستبداد" و درجاته العليا التي تجتمع فيها كل صفات الظلم و التجبر. ولد بلاّل كان لبقا، وعاقلا، وسلسا، إذ لم يعط إسما، ولم يذكر ملكا ولا رئيسا، ولم يحدد بلدا، أو دولة، أو نظاما . فما هي مشكلته إذن؟
أعتقد أن ما يتعرض له الوزير السابق من شتم وعيب مقزز ناجم فقط عن سوء فهم و قصور في العقل مع الأسف لدى القراء الذين ربطوا مباشرة و بدون تريث بين ما جاء في المقال من نعوت و أوصاف وبين فخامة الرئيس محمد ولد عبد العزيز. والذنب هنا ذنبهم، و نودّ منهم الاعتذار للشعب الموريتاني عن هذا التشبيه و الإسقاط الذي قد يرى بعضنا أنه في غير محله، و أنه جائر في حق قائدنا الملهم ،و رئيسنا المفدّى...
أما بخصوص كيل الشتائم والذم كذبا و زورا لمحمد فال، دعوني أنصحكم مخافة ضياع وقتكم الثمين ,و أنتم الخلية الهامة و في المكان الهام،أنصحكم بقول الشاعر:
يا ناطح الجبل الأشم بقرنه – رفقا بقرنك،لا رفقا على الجبل
نحن ندرك بالقرائن أن مشكلتكم معه ليست بسبب ماض- ما هو إلا أحد وزرائه ...ما رأيكم في رؤساء الوزارة السابقين و الوزراء و السفراء الآخرين؟ و ما رأيكم في الكتيبة التي كانت تحرس الجميع و تسهر عليه؟ أين أنتم منها اليوم؟ ...
يا إخوان قولوا بصراحة إن مشكلتكم مع ولد بلال ،هي بسبب حاضره و مواقفه التي تنتقد النظام و لا علاقة لها بالماضي...لو أنه تودّد وركع وتملق وصفق باليدين وبالرجلين لبقي عندكم اليوم محل اعتبار و تقدير كما كان بالأمس بصرف النظر عن ما تقولون الآن وما تسطرون في حق مقاله...غير أنه رفض السكوت على الضيم واستخلص من تجربته الواسعة بأن مواكبة التاريخ تقتضي منه أن يكتب و يخاطب الرأي العام و ينتقد و يقترح من موقعه كمواطن كامل الحقوق والواجبات سواء كان في الوظيفة أو خارجها...يطمح لأن يكون من جملة الشركاء في الإصلاح وليس من قطعان الأتباع...طموح يعدّ جريمة في قاموس المرحلة... تلكم هي مشكلة ولد بلاّل مع السادة أعضاء "الخلية"،حسب ما أراني الله...
نقلا عن موقع أقلام حرة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق