02 أبريل، 2013

نعم ،، لقد عرفناكم / محمود ولد بِلال


نشأة عادية في محيط أسري متواضع في قرية صنكرافة ، لا غريب فيه إلا الوجوم التام  للطفل الغريب، تأخر في النمو و بطء في القيام و الكلام ، و رحلة دراسية متعثرة تمر من ألاك في الثمانينات و من جامعة نواكشوط في التسعينات ليتخرج الفتى الصبور و قد ارتسمت آثار السنون على محياه ، و تغلبت على سلوكه الآثار المتراكمة من لانتكاساته و إخفاقاته المتلاحقة.

لم يجد الطالب المتخرج الواقع مفروش بالورود  ،فقد خسر كل المسابقات المهنية  ، و كأن الأقدار كانت تسوقه و تغلق أمامه كل أسباب العيش الكريم ، ليجد نفسه تاجرا صغيرا يسوق أراجيز و أعمدة بتصرفه في أشعار و كتابات الآخرين ، فيكون مع أصدقائه ، والذين سيصبحون أخلاءه في السياسة ، النواة الأولى لما عرف بعدها بصحافة البشمركة ، رحلة تنقل فيها من تحرير (مرآة المجتمع) من نعماء مالكتها إلى باب الثورة الخضراء ، و أحضان الأخ القائد و الثائر المسلم ، ليبسم له الحظ فيصبح محرر (زحفه الأخضر) من انواكشوط الذي تسمى بصحيفة البديل ، و من المدرسة الخضراء التي أرست  أهم مبادئها على أسس التطرف في الآراء و المواقف و ألزمت الطبيعة المتقلبة لقائدها مريديها بتقلب الأهواء و إتقان فن المدح المذل و القدح المقذع في الناس ، رسم صاحبنا ملامح شخصيته المنسجمة مع طبيعة عمله ، و طفق يسطر تاريخا مديدا من (الأخذ) و (العطاء)  ، مسندا ظهره كلما اشتدت الحاجة على إكرامات العقيد في حالة صفاء نفسه .

و في غفلة من صاحبنا و أترابه ، انطلق الربيع العربي ، لتهب ريح صرصر على الجماهيرية العظمى فتقتلع القائد و كتائبه كأنهم أعجاز نخل خاوية  ، ليفتح عينيه و قد تربت يداه ، و لا شيء مما كان يهيم فيه و به ، ولأن الأيادي التي تعودت على القبض لا تتقن غير ذلك كان لا بد من مصدر جديد للدخل ، فلم يجد كبير عناء في البحث عن سوق لعرض تجارته ، فرئيس الفقراء بحاجة لأقلام تسوق أعماله ، بعد أن أحجم أصحاب الأقلام عن مساندته .

ثورة العقيد ، أتانُ المنسقية ، المعارضة رحلة الصعود إلى قمة السفح ، مهرجان المعارضة الحشد الذي لم يكتمل ، مشعل” قراءة في ما وراء “التسمية،  عناوين كثيرة لم تلامس هوى في نفس القائد الجديد ، و لعل السفير محمد فال ولد بلال كان فاتحة خير على هؤلاء ، فما إن نشر مقال له عن دكتاتورية الملهم الجديد حتى تنادى الأقوام لاقتناص الفرصة ، و لأن الصيد ثمين كان لا بد من تدخل خارجي من أحد عجائز (الكتائب) فمن خبرته في البشرى بالحزب الجمهوري و تجربته في الإذاعة يستطيع مجاراة قلم السفير فكتب مقلا أنفق فيه كلما تعلم من البذاءة و الجرأة و التحامل ، ليستخدم اسم و صورة صديقنا الأداة ، تماما قد استخدم طيلة حياته 
فهل ترانا عرفناكم ؟؟؟؟

 وصلنا المقال من البريد:
mahmoudbilal@hotmail.fr

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق