نشأة عادية في محيط
أسري متواضع في قرية صنكرافة ، لا غريب فيه إلا الوجوم التام للطفل الغريب، تأخر في النمو و بطء في القيام و
الكلام ، و رحلة دراسية متعثرة تمر من ألاك في الثمانينات و من جامعة نواكشوط في
التسعينات ليتخرج الفتى الصبور و قد ارتسمت آثار السنون على محياه ، و تغلبت على
سلوكه الآثار المتراكمة من لانتكاساته و إخفاقاته المتلاحقة.
لم يجد الطالب
المتخرج الواقع مفروش بالورود ،فقد خسر كل
المسابقات المهنية ، و كأن الأقدار كانت
تسوقه و تغلق أمامه كل أسباب العيش الكريم ، ليجد نفسه تاجرا صغيرا يسوق أراجيز و أعمدة بتصرفه في أشعار و كتابات الآخرين ، فيكون مع أصدقائه ، والذين
سيصبحون أخلاءه في السياسة ، النواة الأولى لما عرف بعدها بصحافة البشمركة ، رحلة
تنقل فيها من تحرير (مرآة المجتمع) من نعماء مالكتها إلى باب الثورة الخضراء ، و
أحضان الأخ القائد و الثائر المسلم ، ليبسم له الحظ فيصبح محرر (زحفه الأخضر) من
انواكشوط الذي تسمى بصحيفة البديل ، و من المدرسة الخضراء التي أرست أهم مبادئها على أسس التطرف في الآراء و
المواقف و ألزمت الطبيعة المتقلبة لقائدها مريديها بتقلب الأهواء و إتقان فن المدح
المذل و القدح المقذع في الناس ، رسم صاحبنا ملامح شخصيته المنسجمة مع طبيعة عمله
، و طفق يسطر تاريخا مديدا من (الأخذ) و (العطاء)
، مسندا ظهره كلما اشتدت الحاجة على إكرامات العقيد في حالة صفاء نفسه .
و في غفلة من صاحبنا و أترابه ، انطلق الربيع العربي ، لتهب ريح صرصر
على الجماهيرية العظمى فتقتلع القائد و كتائبه كأنهم أعجاز نخل خاوية ، ليفتح عينيه و قد تربت يداه ، و لا شيء مما
كان يهيم فيه و به ، ولأن الأيادي التي تعودت على القبض لا تتقن غير ذلك كان لا بد
من مصدر جديد للدخل ، فلم يجد كبير عناء في البحث عن سوق لعرض تجارته ، فرئيس
الفقراء بحاجة لأقلام تسوق أعماله ، بعد أن أحجم أصحاب الأقلام عن مساندته .
ثورة العقيد ، أتانُ
المنسقية ، المعارضة رحلة الصعود إلى قمة السفح ، مهرجان المعارضة الحشد الذي لم
يكتمل ، “مشعل” قراءة في ما
وراء “التسمية، عناوين كثيرة لم تلامس هوى
في نفس القائد الجديد ، و لعل السفير محمد فال ولد بلال كان فاتحة خير على هؤلاء ،
فما إن نشر مقال له عن دكتاتورية الملهم الجديد حتى تنادى الأقوام لاقتناص الفرصة
، و لأن الصيد ثمين كان لا بد من تدخل خارجي من أحد عجائز (الكتائب) فمن خبرته في
البشرى بالحزب الجمهوري و تجربته في الإذاعة يستطيع مجاراة قلم السفير فكتب مقلا
أنفق فيه كلما تعلم من البذاءة و الجرأة و التحامل ، ليستخدم اسم و صورة صديقنا
الأداة ، تماما قد استخدم طيلة حياته
فهل ترانا عرفناكم
؟؟؟؟
وصلنا المقال من البريد:
mahmoudbilal@hotmail.fr
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق