رسالة مفتوحة إلى فخامة الرئيس محمد ولد عبد العزيز
|
الناج ولد بلال كاتب صحفي |
سلام أسنى و تحية حسنى الحمد لله الذي جعل الأقلام راحة للأقدام ,
سيدي الرئيس :
بعد ما يناسبكم من التحية والتقدير و الإحترام : أرفع إلى فخامتكم مباشرة
من دون السلم الإدارية , أنني أرفض بشكل قاطع دخول موريتانيا في الحرب
الدائرة لتحرير شمال مالي .
بكل بساطة
لأن عقيدة جيشنا يجب أن تتركز على الدفاع عن الحوزة الترابية فقط دون
غيرها و حماية الحدود فقط مع إمكانية رصد و استباق كل خطر يقترب من أفراد
جيشنا أو من حدودنا بشرط توفرمعلومات استخباراتية دقيقة عن الموضوع .
سيدي الرئيس :
صحيح أن القاعدة و أخواتها في الفكر التكفيري بادرونا بالحرب ظلما وعدوانا
منذ سنوات عديدة و كرروا اعتداءاتهم على جيشنا و مواطنينا و ضيوفنا .
و صحيح كذلك أن دولة مالي الشقيقة دولة مسلمة و جارة و حقها عظيم في المؤازرة
و التعاون.
و صحيح أيضا أن جرنا إلى الحرب قد يكون في النهاية أسهل من شربة ماء أي
عندما يتم قصف مواقعنا من طرف القاعدة أو من طرف فرنسا خبثا منها لتجرنا
إلى المستنقع الآسن .
و أصح من كل ذلك أننا لو وضعنا دولتنا- لا قدر
الله - في موقف دولة مالي الحالي فإننا سنتحالف مع أي كان لإسترجاع أراضينا
وسيادتنا .
و لكن يا سيادة الرئيس :
موريتانيا دولة مترامية الأطراف و تعيش مشاكل تنموية تحتاج لأجواء الإستقرار لا الحرب
كما أن شعبنا أيضا يعشق السلم و يغني ألف أغنية للأمن و الأمان .
كما أن البلاد لم تؤسس أصلا على أساس الدخول في المخاطر و الحروب بل كما
قال الرئيس المرحوم المختار لد داداه عندما سأله أحد الأجانب عن كيفية
سيطرته على أمن البلاد : (( نحققه ب رٍيكًُ العافية )) .
زد على ذلك
أننا لا نواجه جيشا تقليديا في مالي بل نواجه تنظيما سريا يمتهن حرب
العصابات و تسلل الأفراد لتنفيذ عمليات في عمق المدن و ليس منقوشا على
جباههم اسم القاعدة و منهم الموريتانيون من بني جلدتنا يعيشون بيننا
يتحينون الفرصة للإنقضاض على أهدافهم التدميرية الإجرامية .
سيدي الرئيس :
ثم أن جيشنا الوطني قد يحقق انتصارات ميدانية في هذه الحرب مع نظرائه و
حلفاءه و لكن التنظيم لن يُغلق باب الحرب بعد فتحه خصوصا إذا علمنا أنه بدأ
بالحرب علينا قبل سنوات ظلما و عدوانا .
و في هذه الحالة نفتح على أنفسنا بابا من القلاقل و التوجس يهدر طاقاتنا بلا جدوى فهو وباء عمت به البلوى .
كما أن الجيش الوطني لن يصبر طويلا على تساقط الشهداء في حرب يمكن تجنبها
فالبقرة تستمر في ترديد النداء : ولدي ولدي إلى أن يُصيبها بأس فتقول :
نفسي نفسي .
كما أنه قد تحدث تصدعات داخلية في المؤسسة العسكرية قد
تؤدي إلى عدم الإستقرار فلا تقع يا سيدي الرئيس في كمين يُراد لك الوقوع
فيه .
حفظ الله موريتانيا و أدام علينا نعم الأمن والإستقرار و التقدم .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق