18 يناير، 2013

لا شكر على التهميش (رأي)

سيد حسن
ليس من الإنصاف أن يتم انتقاد اي شخص على رأي أو اتجاه سياسي معين ارتأى لنفسه الانتساب إليه ، لكن ما قد يجانف الصواب هو تبرير مواقفنا السياسية مهما كانت بإنجازات وهمية لا وجود لها على أرض الواقع . ولعل قول البعض بأن نظام ولد عبد العزيز له من الفضل على ساكنة مقطع لحجار ما يحتم عليهم التفكير في طرق يردون بها الجميل لهذا النظام ، داخل في باب المزايدة السياسية لا أكثر خاصة إذا كان الكلام موجها لساكنة المقاطعة العارفين بشعابها أكثر من غيرهم .
إن نظام ولد عبد العزيز جاء في فترة كانت المقاطعة ترزح تحت وطأة مجموعة من المشاكل والتي من أبرزها قضية المياه الصالحة للشرب ، إضافة إلى الغياب شبه الكامل للخدمات العمو مية الصحية منها خصوصا ، و ضعف المؤسسات التعليمية ، وانعدام مشاريع تنموية من شأنها أن تخفف من عبء الفقر المعشعش في احياء مقاطعتنا الحبيبة .
وبالرجوع إلى هذه المشاكل بالتفصيل سنجدها ما زالت تراوح مكانها ، دون أن يسعى النظام الحالي بشكل جدي لإيجاد حلول مناسبة لها ,
فلا مشكل المياه تم حله ، رغم كثرة الوعود العرقوبية التي أطلقا النظام بدء من الرئيس مرورا بباقي وزرائه ومسؤولي إدارته , ، ليبقى مشروع البوحشيشة مجرد حلم يراود عطاش مقطع لحجار .
أما الصحة فالمرفق الوحيد لها فهو مستشفى المقاطعة الذي يصارع بين الحياة والموت في انتظار من ينتشله من وحل الإهمال وانعدام التجهيزات الضرورية ، وسوء التسيير ، وهو الداء نفسه الذي تعاني منه المؤسسات التعليمية في هذه المدينة الصامدة .
وفيما يخص توزيع الأسمدة والبذور ، فلعله يكون سلك منعرجات الزبونية السياسية والمحسوبية ، مما جعله يضل طريقه إلى المواطن العادي الموجه له اصلا حاله في ذلك حال خطة أمل الماضية .
أما إصلاح السدود فذكره اكثر من وجوده على أرض الواقع ، خاصة ان أي إرادة جدية في هذا المجال لا بد ان تنطلق من دراسات علمية تهدف إلى الاستفادة من المخزون المائي لهذه السدود ، وسبل الاستغلال الأمثل لأراضيها الخصبة للوصول إلى الاكتفاء الذاتي من الحبوب والخضروات ، الشيء الذي لن يتم إلا بالاستعانة بأصحاب الاختصاص والخبرات في هذا المجال ، وهو مالم نرى منه سوى محراثين مردودهم الربحي يفقدهم صفة المساعدة الحكومية .
كل هذه الأمور وغيرها تقتضي منا لحظة تأمل جدية لمراجعة ضمائرنا ، لنعرف هل نحن بالفعل نتحدث عن مقاطعة مقطع لحجار ، والتي لم ترى من هذا النظام سوى التهميش والحرمان ، والوعود الجوفاء ، ام ما نتمناه لمقاطعتنا من الحصول على جرعة ماء تروي ظمأ ساكنتها ، ولفتت حكومية ترقى بمستوى تعليمنا ,وتحسن من أداء مستشفانا عبر مده بالأجهزة الضرورية ، والرفع من قدرات كادره البشري حتى يقوم بالدور الصحي المنوط به على أحسن وجه ,إضافة إلى خلق مشاريع تنموية تساهم في القضاء على الفقر خاصة لدى الفئات الاكثر تهميشا، وكذا توفير فرص عمل تحد من البطالة لدى شباب مقاطعتنا ، وهي أمنيات إذا ما تحققت يوما ما لأهل مقطع لحجار فإنهم ولا شك سيخرجون عن بكرة أبيهم دونما تريث أو تفكير لشكر من حقق لهم هذا المطالب ، بالرغم من أن المرء في الأصل لا يشكر على واجبه كما يقال .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق