قال الوزير والسفير السابق محمد فال ولد بلال، إن موريتانيا جزء من
المنطقة وينبغي أن تكون حاضرة سياسيا فيما يحدث في مالي ولا ينبغي أن يقال
إن المسألة تخص مالي، فموريتانيا على خط تماس مع هذه الحرب.
قد يتجسد خطر الحرب عليها في عدم الاستقرار والانفلات الأمني لا قدر الله والذي قد تسببه الحرب الجارية في منطقة أزواد.
وأضاف ولد بلال في حوار مساء اليوم مع إذاعة نواكشوط الحرة ناقش موضوع
الحرب في أزواد، إن الموقف الرسمي الحالي لموريتانيا من الحرب لا بأس به
لكن ينبغي إجلاء الموريتانيين عن مواقع الخطر في مالي وإعادتهم إلى
موريتانيا كما ينبغي العناية أكثر بالولايات الواقعة على الحدود مع مالي
ودعمها بمجهود خاص وهي تستقبل النازحين من شمال مالي..
وقال محمد فال ولد بلال إنه من الجانب الدبلوماسي كان على موريتانيا أن
تكون أكثر نشاطا وحضورا في المنطقة وتكون علاقاتها جيدة مع الجانب الرسمي
بمالي ومع قبائل ازواد أيضا من اجل خدمة السلام ولا يقصر نشاطها على الجانب
المخابراتي..
وأكد على ضرورة تعزيز الجبهة الداخلية الموريتانية وأن المسؤولية الأكبر في ذلك تقع على من يقود البلد حاليا.
وأضاف أن خطر القاعدة تمت المبالغة فيه بشكل متعمد إعلاميا فهي ليس بتلك القوة التي تشكل خطرا كبير على دول الجوار كما قال.
وفي رده على أسئلة المتصلين خلال الحوار، اعترف ولد بلال بهشاشة الأنظمة
القائمة في منطقة الساحل بالشكل الذي لا يسمح لها بمنع فرنسا من تدخلها
العسكري في المنطقة مضيفا أن رؤيته تكمن قي عدم التعاون مع فرنسا في حربها
الحالية وقال انه تاريخيا لم تستطع فرنسا السيطرة على الصحراء الكبرى وهي
تعرف أنها لن تكسب هذه المعركة عسكريا وإذا كانت تريد المدن بشمال مالي فقد
سيطرت عليها دون أي اشتباك، فالجماعات المسلحة أخلت هذه المدن وهي لم تكن
فيها أصلا ومن المتوقع أن تشن حرب استنزاف من خلال حرب عصابات وغيرها"
وبخصوص ما يتم الحديث عنه من انتهاكات لحقوق الإنسان ذات طابع عرقي في
مالي من طرف بعض الميلشيات، قال ولد بلال إنه ينبغي لموريتانيا أن تكون في
الريادة في التحرك دوليا لحماية حقوق الإنسان في مالي إذا تم إنتهاكها،
مضيفا أن فرنسا قد تكون تستهدف أساسا سكان ازواد ومن استطاع إسقاط المدن في
السنة الماضية وليس القاعدة كما تدعي. وذلك في إشارة للحركات الوطنية
المطالبة باستقلال الإقليم أو منحه حكما ذاتيا.
وشدد على ضرورة إجلاء الجالية الموريتانية في مالي وتوفير ممر آمن لها
لتعود الى موريتانيا بالسرعة المطلوبة ووضع خطط لإجلاء الجاليات
الموريتانية في بعض دول غرب إفريقيا إن تطلب الأمر، كما انتقد التعامل
الموريتاني مع مقتل الدعاة ال 16 قبل أشهر حيث لم يتم التحرك فيه باستثناء
استقبال جثامينهم والصلاة عليهم ودفنهم ولم يحاكم الجناة ولم ينالوا
جزائهم.
وفي رده على سؤال حول تأثير غياب القذافي ودوره في إفريقيا وهل كان السبب
الرئيسي في تجرؤ فرنسا على العودة العسكرية لمنطقة الصحراء الكبرى؟
قال وزير الخارجية الموريتاني السابق محمد فال ولد بلال: إن هناك شخصيتين
عبر التاريخ كانوا من أكثر من عرف حقيقة هذه المنطقة والتعامل معها هما
الجنرال ديكول ومعمر القذافي الذي نظر إلى أهمية منطقة الصحراء الكبرى
وسيطر عليها لمصلحة الجميع وغيابه أي ألقذافي فتح الباب أمام هذا التسلح
وهذا اليأس أمام سكان المنطقة وقبائلها مما دفع بعضها للتطرف والنزوع إلى
العنف.
وخلال البرنامج تدخلت الوزيرة السابقة بطريقة بنت كابر فثمنت ما اعتبرته
موقفا ايجابيا للرئيس ولد عبد العزيز من الحرب في مالي مضيفة أنه موقف كان
ينبغي أن يشكر ويشاد به. على حد تعبيرها.
وكان ول بلال مع بداية الحوار قد أعطى تقديما عن الجانب التاريخي بخصوص
التوتر في المنطقة وقال إن الحرب بمنطقة الساحل كلها وليس ازواد وحده حيث
تقع هذه الحرب جغرافيا بين منطقة إفريقيا البيضاء وإفريقيا السمراء وهي
منطقة عرفت الكثير من الحروب عبر التاريخ ابتداء من حركة المرابطون وغيرها
من الحركات والمماليك..
ومن أسباب الحرب الحالية كما يضيف ولد بلال تقسيم الاستعمار للحدود الذي
لم يراعي التآلف العرقي..، والشمال المالي يضم ما يقرب من 90% من مساحة
مالي مشيرا إلى التهميش الذي تعرض له شمال مالي وشمال النيجر وتشاد.
وعن سر العودة العسكرية الفرنسية للمنطقة، قال إن منطقة الصحراء الكبرى
تتمتع بثروات عديدة وهناك شركات فرنسية ومصالح تريد حمايتها إلا انه أضاف
إن الحرب لن تكن سهلة رغم تساقط المدن في شمال مالي لان هذه الحركات
الجهادية هي نفسها المتواجدة في أفغانستان والعراق وسوريا..
والوضعية صعبة بسبب الكراهية المتراكمة بين المكونات العرقية لسكان
المنطقة وجاء الاستعمار وحاول الثار لصالح الجانب الذي كان هو الأضعف
تاريخيا في الجنوب..
وتوقع ولد بلال أن يحصل انتقام من الجانب المنتصر الذي يستقوي بفرنسا التي
قال إنها أخطأت بذهابها إلى الشمال المالي حيث كان ينبغي أن تتركه لسكانه
وتحمي بامكو كما كانت تدعي في مبرراتها للتدخل وتمنح فرصة للمفاوضات
المفاوضات غير أنها اختارت التدخل العسكري بشكل سافر يحتقر الجميع..
وبخصوص تطبيق الشريعة من بعض الجماعات بشمال مالي قال إنها تطبق الآن في
السعودية، وهم لديهم الحق في تطبيق الشريعة على أرضهم في شمال مالي وينبغي
التعامل مع كل التيارات الدينية بالحوار بدل الحرب لان هذه الجماعات هي
جماعات إسلامية ولديها عقيدتها وينبغي أن يتم العامل معها بالحوار
والفرنسيون أيضا مسيحيون ولديهم الحق في تطبيق شعائرهم.. مما يعني أن
يحترموا للآخرين معتقداتهم على حد تعبيره.
نقلا موقع عن الحرية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق