02 مايو، 2013

الرقيب اللغوي (17) / الحلقة الأولى

تنشر المدونة سلسلة حلقات من (الرقيب اللغوي 17)، للكاتب والباحث اللغوي الكبير الأستاذ: إسلمو ولد سيدي أحمد. واليوم ننشر للقراء الكرام الحلقة الأولى من هذه السلسلة، راجين منهم مواكبتها، والكتابة إلينا في نهايتها عن مدى استفادتهم منها:


يُلاحَظ أن بعض المعنيين و المهتمين بعملية تَعلِيم اللغة العربية وتعلُّمِها، يركزون على دراسة علوم النحو  والصرف  والبلاغة، إلخ. ولا يهتمون، بما فيه الكفاية، ببنية الكلمة المدوَّنة في مَتْن المعجم اللغويّ. مع أن حفظ هذه الكلمة، بالصيغة الواردة بها في المعجم، أمر في غاية الأهمية. والمقصود هنا – أساسا – هو ضرورة مراعاة علامات الشكل،لأنّ معنى الكلمة قد يختلف باختلاف ضبط بعض حروفها بالشكل، و ذلك ما سيتضح من خلال الأمثلة الواردة في هذه الحلقة من "الرقيب اللغويّ".و بغض النظرعن الآراء المختلفة حول موضوع الضبط  بالشكل، فإنني أحبذ الضبط بالشكل – جُزْئيا – و ليس – كُلِّيًّا– لأنّ الضبط الجزئيّ، ضروريّ لتفادي اللبس الذي قد يخلّ بالمعنى، بينما الضبط  الكليّ (لجميع أحرف الكلمة) لا يفيد كثيرا مَن لَديْه إلمام بالقواعد و الأسس اللغوية، كما أنه مضيعة للجهدوالوقت، بل إن تركه يفتح مجالا للتأويل، حسَب خبرة المتعامِل مع الكلمة التي قد يكون لها أكثرُ من وجْه. و لهذا يُقال إنّ العالِمَ اللغوي – النحويّ بصفة خاصة – لا يلحن، لأنه إذا خرج عن المألوف، وجد مُسَوِّغا (مبَرِّرا) لذلك. و قد يرى بعضُهم أن هذه الظاهرة غيرُ محمودة، لِما تسببه من تشويش على القواعد المتعارَف عليها، لكنني لا أرى ضرورة لإخضاع اللغة لقوالبَ جامدةٍ، لا حياة فيها و لا مجال لتطويعها، اللهم إذا كان الأمر يتعلق بقضايا علمية تتطلب التعامل معها بلغة علمية دقيقة، قارة و ثابتة، حتى و لو كانت جافّة.

و بصفة عامة، ينبغي الاهتمام بسلامة المتداوَل من اللغة العربية، في هذا الوقت الذي فَشَا فيه اللحنُ و كثرت فيه الأخطاء الإملائية       واللغوية من كل نوع. و أنبِّه-  في هذا المجال – على أن عمليتَي الإفْهام و الفَهْم، تتوقفان على كتابة الكلمة و قراءتها و نطقها بطريقة سليمة، حتى يتمكن المخاطِب من الإِفهام، و يتمكن المخاطَب من الفَهْم.
و نظرًا إلى أهمية الضبط الجزئيّ بالشكل، فقد اخترتُ للقارئ الكريم طائفة من الكلمات التي يختلف معناها أحيانا – كما أشرتُ إلى ذلك – باختلاف ضبط بعض حروفها بالشكل.وقد رَكَّزْتُ- عند ضبط هذه الكلمات- على المعجم الوسيط، الصادر عن مجمع اللغة العربية بالقاهرة، وذلك لِجوْدةِ مادته، وحُسْنِ تَبْويبِه، واحْتِوائه على بعض الألفاظ الحديثة التي نحن بحاجة إليها لمُواكَبَةِ العَصْر. وقد ارْتَأَيْتُ أن تكون هذه النَّمُوذَجَاتُ (النَّمَاذِج) مُرَتَّبَةً، أَلِفْبَائِيًّا، لِتَسْهِيلِ الرجوع إليها عِند الاقْتِضاءِ. و ذلك على النحو الآتي:

الهمزة:
*الأثَرُ(بفتح الثاء): العَلامَة.والأَثِرُ(بكسر الثاء):مَن يستأثِر على غيره بالخير.
الأَثْلَة(بسكون الثاء): الأصْل. والأَثَلَة(بفتح الثاء): مَتاع البيت.*
*الآخَر(بفتح الخاء): أحد الشيئين، ويأتي بمعنى: غَيْر. والآخِر(بكسر الخاء): مقابل الأول. ومن أسماء الله تبارك وتعالى.أي: الباقي بعد فَناء خلقه.
*المُؤَخَّر(بفتح الخاء المشدَّدَة): نِهاية الشيْء مِن الخَلف. والمُؤَخِّر(بكسر الخاء المشدّدة): مِن أسمائه تعالى.
*أَدَمَ بينهم(بفتح الدال): أَصْلَح وألَّفَ. وأَدِمَ(بكسر الدال): اشْتدَّتْ سُمرَتُه.
*الأَدَمَة(بفتح الهمزة والدال): باطِن الجِلْد، تحتَ البشرة وفوق اللحم. والأُدْمَة(بضم الهمزة وسكون الدال): الخُلْطَة. والموافقة والأُلْفَة.
*الأَرْب(بفتح الهمزة): الدَّهاء والفِطْنة والبَصَر بالأمور. والأُرْب(بضم الهمزة): صِغار البهائم ساعَةَ تُولَد. والأَرَب(بفتح الهمزة والراء): الحاجة، أو: الحاجة الشديدة. والبُغْيَة والأُمنية.
*أَكَلَ (بفتح الكاف)الطّعامَ أَكْلًا(بسكون الكاف) : مَضَغَه وبَلَعَه. وأَكِلَ(بكسر الكاف) أَكَلًا(بفتح الكاف): أَكَلَ بَعضُه بَعْضًا.
*الْأَكَالُ(بفتح الهمزة): ما يُؤْكَلُ.و الْؤُكَالُ(بضم الهمزة): الآكِلَةُ. والْجَرَبُ.والأَكَّالُ(بفتح الهمزة وفتح الكاف المشدَّدَة): مبالغة في الآكِلِ.
*الأَكْلَةُ(بفتح الهمزة وسكون الكاف): المرة من الأَكْلِ.والأُكَلَةُ(بضم الهمزة وفتح الكاف): الْأَكَّالُ. والْأَكِلَة(بفتح الهمزة وكسر الكاف): الْحِكَّةُ.
*أَمِنَ(بكسر الميم): اطمَأنَّ ولم يَخَفْ. وأَمُنَ(بضم الميم): كان أمينًا.
*الأُنْسُ(بضم الهمزة وسكون النون): حديث النِّساءِ ومُغازلتُهن. والأَنَس(بفتح الهمزة والنون): الجَماعة الكثيرة من الناس. وخِلاف الجِنّ. والإِنْسُ (بكسر الهمزة وسكون النون): خِلَاف الجِنِّ. والصديق الصًّفِيّ.
*الأَنْفُ(بفتح الهمزة وسكون النون): عُضْوُ التنفس والشّمّ. والأُنُفُ(بضم الهمزة والنون): الجَديد.
*الأَيْمُ(بسكون الياء): الحَيَّةُ الذَّكَر. والأَيِّمُ(بكسر الياء المشدَّدَة): الْعَزَبُ، رجُلًا كان أو امرأةً، تزوَّجَ مِن قَبْلُ أو لم يتزوج.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق