15 يوليو، 2012

ستالين ...........النقابة المستقلة/ الحسين بن محمود عثمان


قيل لستالين إن البابا غير راض عنك فقال ستالين كم يملك البابا من الجنود هذه النظرة العسكرية البعيدة عن العقلنة و الموضوعية والتي كنا نظن بأنها انتهت مع الأنظمة السابقة هي التي مازال يتمسك بها الأمين العام للنقابة المستقلة لأساتذة التعليم الثانوي، فيما يدعي انه مواجهة مابين الأساتذة ووزارة الدولة للتعليم والتي تبين أنها مواجهة شخصية إن لم تكن سياسية يستخدم فيها الأمين العام الأساتذة لتحقيق أجندته الخاصة.
لقد كان مقال الأمين العام الأخير تحت عنوان جوزيف غوبلز......وزير الدولة للتهذيب مقالا سياسيا بامتياز ينم عن إنتمائه السياسي والإديولوجي الذي طغى عليه بدلا من تقديم المطالب النقابية التي كان الأجدر بالأمين العام أن يكتب عنها وتكون ضمن أولوياته نظرا لكونه أمينا عاما لنقابة. فبعد انتقاده الشخصي للوزير وشكره وثنائه على نواب المعارضة للذين يشتركون معه في تحريف الحقائق وتضليل الرأي العام وتهجمه بلغة السخرية على  نواب الموالاة مستخدما أسلوبا بلاغيا جميلا كان الأجدر به أن يدرسه للتلاميذ في الفصول بدلا من استخدامه في المقالات السياسية التي لا تخدم لا الأستاذ ولا التعليم بقدر ما تخدم أجندة سياسية للجهة السياسية التي ينتمي إليها. لقد احتوى المقال على الكثير من الأمور التي أربأ بنفسي عن الرد عليها، لكن ما يهمني هو ما احتواه من المغالطات التي سنذكر منها: أولا:لقد حاول الأمين العام أن يتجاهل كلما تحقق لصالح الأستاذ فلم يتكلم عن علاوة البعد ربما لأنه أستاذ في نواكشوط ولم يستفد منها وهو السبب الذي جعله يتجاهلها ولم يتطرق لعلاوة التجهيز التي تم إقرارها مؤخرا كبادرة حسن نية أرادت الوزارة المعنية منها إشعار الأساتذة أنها تهتم بقضاياهم وتشعر بظروفهم فلم تأتي العلاوة تحت ضغط النقابات بل جاءت كقناعة لدى الوزارة الوصية بتحسين ظروف الأستاذ. ثانيا: لقد ظهرت النوايا الخفية للأمين العام تجاه الأساتذة غير المضربين وهم الأغلبية وكذلك أصدقاء الأمس اللذين شاركوا في الإضراب الأول وأعداء اليوم عندما تراجعوا عن الإضراب الأخير، حيث وصفهم بأطفال الأساتذة وكأن الإضراب هو الذي يميز بين الرجل والطفل حسب الأمين العام –أعرف أن هناك فرقا بين الذكر و الرجل- ثالثا:تهجم الأمين العام على المديرين الجهويين دون أن يقدم أبسط البراهين على ما قاله بل ظل يكرر خطابه المعروف. رابعا:تحدث الأمين العام عن تصحيح الباكلوريا، وكأن باكلوريا لم يصححها أساتذة النقابة المستقلة مكتوب لها الفشل. ثم تحدث عن منع محمد محمود ولد الهادي من التصحيح في السنة الماضية والسماح له هذ السنة بالتصحيح لأنه مدير دروس فهو يرد على نفسه عندما يتحدث عن الترقيات عن طريق القرابة من الوزير، فكيف تمت ترقية هذا الأستاذ من أستاذ إلى مدير دروس رغم أنه كان آنذاك مضرب، هل تكريما له على الإضراب مما يعني أن الترقية تتم في الوزارة بطرق ومعايير سليمة وأنت أول من يعرف ذلك، لكن يبدو أن هناك تناقضا بين ما تعرفه وبين ما تكتب. خامسا:حاول الأمين العام أن يكون مدافعا عن التلميذ مستخدما عبارة "يالوزير مطالبنا ولا طير"، رغم إدراكنا التام أن هذه العبارة والتي أصبحت تغطي جدران نواكشوط ليست كتابة التلاميذ وكان الأجدر بكاتبها أن يكتبها في وسائل الإعلام لأنها أصبحت مفتوحة أمام الجميع كما فعل أخيرا.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق