18 فبراير، 2013

أنا الماء وهذه رسائلي/ الأستاذ: سيد محمد ولد ابيطات


أنا الحلم يتحقق بعد أن كان خيالا، أنا المطلوب تتصرف فيه الأيادي بعد أن كان ألفاظا تلوكها الألسنة، أنا الماء في مقطع الأحجار وكفى...
إني أسمع الصمت يقطع السكون بزغاريد لا تسمعها إلا الحناجر التي اكتوت بنار العطش، أو القلوب التي اصطلت بلهيب البطون الظامئة... وأبصر دموع العيون فوق بسمات الشفاه... وأرى وقع قطراتي يلهب المشاعر ويطفئ جمر المعاناة.

أنا القادم إليكم من بعيد، لم تعقني عشرية الزمان ولا مئوية المكان ولا عقبات الطريق، زادي صبركم ونضالكم، أملي بأملكم منوط، ومصيري بمصيركم مربوط.... ولئن كنتم في أمس الحاجة إلي فإني إلى معانقة حناجركم بالأشواق، وإلى إرواء غلتكم مشتاق.

وعلى كؤوس الشراب الأول وفي غمرة الفرح العارمة أبعث إليكم بهذه الرسائل:
الرسالة الأولى: أرجو ألا يقطع حبل مودتي بكم كما قطعت مودة من قبلي، وأن يبقى الوصل دائما بيني وبينكم، لا تحده ساعات، ولا تقطعه أعطاب، فليس شيء أثقل على الحبيب الجذلان من التفريق بينه وبين حبيبه.

الرسالة الثانية: كم أتمنى أن أكون وأدوم ترياقا لكل داء، شربي شفاء، والاغتسال بي دواء، أحلى من العسل، وألذ من المدام، سائغ الشراب، هنيء المذاق، لا يتضرر بي إنسان، ولا يهلك بي حيوان ولا نبات.

الرسالة الثالثة: لن أفسد بهجة الاحتفال بتعديد العقبات ولا المعوقات، لأن ذكر الجفا في وقت الصفا جفا، ولكني سألزم نفسي الصفح عن كل زلة، وأفتح صفحة بيضاء لمن يريد المتاب.
الرسالة الرابعة: قارنوا بين الفترة الطويلة التي قضيتم تطلبون الماء بمد الأيدي فقط، وبين فترة المطالبة المدعومة بالضغط والتصعيد، تجدوا صدق قول الشاعر:
فما نيل المطالب بالتمني     ولكن تؤخذ الدنيا غلابا

الرسالة الخامسة: لن يجمع ناديكم بعد اليوم حرف العين والطاء والشين في محفل واحد، لأني سأكون لجمعهم بالمرصاد، سأطاردهم بيتا بيتا ودارا دارا حتى يتفرق جمعهم شذر مذر، ويكونوا أثرا بعد عين، ثم أمحو "الأثر" غير مأسوف عليه.

الرسالة السادسة: هي رسالة شكر وامتنان لكل من ساهم من قريب أو من بعيد في قضية الماء، وإن كان فيهم مندفع ومدفوع، ومن بينهم مبادر ولاحق... فشكرا لكل من سال حبر أقلامهم في المواقع والمنتديات... شكرا لمن حمل الهم وناقش ودافع وسعى وناضل واتصل والتقى.... شكرا لكل ذي فعل أو شعور قد تعجز القواميس عن إدراك عمله والتعبير عن إحساسه.... شكرا.... وهنيئا للجميع بيوم الميلاد الجديد...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق