02 فبراير، 2013

مشروع بوحشيشه سراب يحسبه الظمآن ماء/ الطاهر إبراهيم

بقلم الطالب: الطاهر ابراهيم
لا أنكر أن أكبر سؤال يعرض لي عند ما أحاول الكتابة عن مشاكل المدينة الحبيبة هو من أين أبدأ ؟؟
فالمشاكل جمة وغزيرة والحديث عنها يطول ويطول .. إلا أنني هذه المرة قررت البدأ بمعضلة المياه لأن" الماء عصب الحياة" كما يقال ولا تتصور الحياة بدونه .
فمنذ ما يربوا على عشر سنوات والمدينة تعاني من نقص حاد في المياه الصالحة بسبب نضوب البحيرة وتلوث مائها .
منذ ذالك التاريخ والسكان يصرخون مستنجدين مطالبين الدولة بتوفير المياه الصالحة للشرب ، ولكن لا حياة لمن ينادونهم .
مرت الأيام والسنين والحال كما هو إلى أن جاءت سفينة السياسة بما يشتهي سكان المقطعي ويعولون عليه لتحقيق حلم طال أمده وبالفعل كاد هذا الحلم أن يتحقق ، حيث استطاع الرئيس الجديد ولد الشيخ عبد الله أن يحصل على تمويل من الإسبان لتزويد المدينة بالمياه الصالحة للشرب ، إلا أنه وبإسقاط هذا النظام 2008، تبخرت آمال المقطعيين  وراح حلمهم ضحية الصراع العسكري المدني على السلطة  .
ولما اشتد الكرب وضاع الحلم وازداد العطش على ساكنة المدينة والدولة تتفرج ، خرج العشرات من خيرة شباب المقاطعة  ــ وقد أزالوا عن أنفسهم لباس الخوف والخنوع واتخذوا النضال والشجاعة لباسا لهم وتسلحوا بعزيمة الشباب وروحه وإرادته وأدركوا بأن الحقوق تنتزع ولا تعطى هبة ، ليسيروا أول مسيرة (غزوة بدر الكبرى)  تطالب بالماء الشروب بتاريخ : 27/03/2011 وكانت هذه المسيرة منعرجا تاريخيا وخروجا صريحا على قانون الآباء والأجداد الذي يمنع منعا باتا هذا النوع من الاحتجاج وكانت كذالك تمهيد لما جاه بعدها من مسيرات واعتصامات ....يرجع إليها الفضل في بعث حلم المقطعيين من جديد .
وكان من الطبيعي في ظل هذه الهبة الشعبية أن نجد تفاعلا من السلطات ــ وإن كان باهتا ــ أساسه الوعود العرقوبية  البراقة لأن النظام آن ذاك كان ينتهج سياسة الوعود ظنا منه بأن تلك الشعوب القابعة في عمق الصحراء هي بمثابة " كمون " يمكن ريه بالوعود وبهذا يتم إعدام أحلام تلك الشعوب  ،
 ولكن هيهات هيهات أن تنطلي هكذا أمور على أبناء تلك المدينة المارقةــ  كما يسميها هذا  النظام  ـ  ، فأشعلوا نارا وصل لهيبها إلى البرلمان مرورا بوزارة الداخلية ــ حيث تقبع وزارة المياه ــ وكان بعيد خطوات من" القصر الرمادي "
عندها أدرك الرئيس أن لابد من ما ليس منه بد ، وسار إلى مدينة العطش حاملا معه الحلم الذي أرق سكانها ليضعه طفلا ذا عاهة (مشروع بوحشيشة) أي أنه أجدع الأنف مفقوع العينين لايرى وقد نقل فورا إلى النعش  ، ومن الغريب أن السكان لم يلاحظوا عاهة الولد وأنه ربما لن يعيش وإن عاش فربما يعيش معوقا ، ذلك أنه افتقد العناية اللازمة ،أثناء الحمل به، وأن مشروع مياه بوحشيشه أصبح سرابا يحسبه الظمآن ماءا ، حتى أذا جاءه لم يجده شيء . علموا 
وصلنا المقال من البريد:

<ibramed19910@gmail.com>

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق