عبد الرحمن ولد بل / كاتب صحفي |
من المعلوم أن الحديث عن الخارطة السياسية بلبراكنه أو أية محاولات
لرسمها يتطلب الإدراك أن السياسة فى موريتانيا عموما ولبراكنه خصوصا موسمية أى أنها تبقى محصورة فى
المواسم الإنتخابية بحيث يختفي السياسيون عن الأنظار بعد كل انتخابات سواءا نجحوا أو فشلوا نظرا لحجم
الوعود البراقة التى يقدمونها لناخبيهم.
ولعل نظرة خاطفة لواقع مقرات الأحزاب السياسية فى مدينة ألاك عاصمة
الولاية تعزز هذه النظرة فإذا استثنينا أربعة مقرات "حسنة المنظر وخاوية
الجوهر" لحزب الإتحاد الجمهورية وهى مهجورة منذ الخامس عشر من إبريل الماضى
أى تاريخ الزيارة الرئاسية الأخيرة ومقرات لكل من حزبي تواصل والوئام مهجوران
أيضا، تجعلك تدرك أن ممارسة السياسة عندنا لاتزال موسمية بامتياز.
ليست لدي صورة مكتملة عن مقاطعتي بابابى وامباني لذا سأكتفى بالمقاطعات
الثلاثة الأخرى أى "ألاك،مقطع لحجار، بوكى، لأقدم من خلالهم صورة ولو مبتورة
عما أعتبره خارطة ساسية يمليها الواقع وتؤكدها الدلائل وتشير إليها المعطيات فى
حال قدر للانتخابات المحلية والنيابية المتعطلة أو المعطلة أن تجري فى القريب
المنظور.
من بين أكثر من ستين حزبا سياسيا فى موريتانيا لا وجود فعلي فى
لبراكنه إلا لستة أحزاب منها هي "الإتحاد من أجل الجمهورية (الحزب الحاكم) ويعتمد
وجوده على أربع جنرالات فى الجيش وبعض الموظفين والأطر والمجوعات المحسوبة تاريخيا
على الأنظمة المتعاقبة.
التحالف الشعبى التقدمي وهو
يعتمد فى حضوره على التركبة السكانية بالولاية.
التجمع الوطني للإصلاح
والتنمية "تواصل" وهو يعتمد على بعض قياداته وأعمال خيرية يقوم بها
رجال وجمعيات خيرية محسوبون عليه، إضافة إلى وجود معتبر فى شريحة الشباب.
تكتل القوى الديموقراطية،
ويعتمد على مجموعات قبلية محسوبة تاريخيا على الحزب إضافة إلى مجموعات أخرى متفرقة
فى الولاية.
اتحاد قوى التقدم، ويعتمد بالأساس
على تواجد قوى فى الشريحة الزنجية خاصة فى مقاطعات النهر، هذا إضافة إلى تيار
المستقلين وهم مجموعة سابقة كان لها حضور
وتأثير فى الحزب الجمهورى إبان عهد الرئيس
معاوية ولد الطايع أبرزهم السفير سيدآمين ولد أحمد شلا.
الحديث الآن عن السيطرة المطلقة لهذا الطرف أو ذاك فى هذه المنطقة أو
تلك يعتبر نوعا من التنظير الممل أقرب هو إلى الميول العاطفى منه إلى الواقع،
لكن نظرة فاحصة تدرك بجلاء أن الوجود القوى للمستقلين فى مقاطعة ألاك وتحديدا
بلديتها المركزية هو تحصيل حاصل، فالبلدية المركزية محسوبة تاريخيا على السفير
السابق سيدآمين ولد أحمد شلا والشيخ سيدى المختار ولد الشيخ عبد الله، مع وجود مؤثر
إلى حد ما لأحزاب التحالف والتكتل وتواصل غير أنهما إذا اجتمعوا لا يشكلون خطرا حقيقيا
على وجود المستقلين.
فى بلدية بوحديده جنوبا يبدو التواجد القوى للحزب الحاكم باديا ويمكن
وصفه بالسيطرة شبه المطلقة لكن مع حضور فعال ومؤثر لحزبى التكتل وتواصل.
إلى الغرب وتحديدا بلدية أغشوركيت يبدوا التواجد الأكبر هو من نصيب
الإسلاميين غير أن انتماء مدير شركة اسنيم عبد الله ولد أوداعه لنفس المنطقة جعل
الحزب الحاكم يتمتع بوجود معتبر، إضافة إلى تواجد محدود للتكتل وللمستقلين.
بلدية
شكار شمالا تبدو الصورة غائمة عائمة بفعل تبدد المشهد بين
استقطاب جناحين رئيسيين أحدهما جناح الجنرال محمد ولد مكت والآخر جناح قائد
الأركان المتقاعد عبد الرحمن ولد بوبكر ذو الميول إلى حزب التكتل إضافة
إلى جناح قوى
لحزب تواصل جعل الحزب يفكر فى الترشح لمنصب العمدة.
فى بلديات جلوار ومال شرقا حيث
الثقل الإنتخابى يبدو المشهد أكثر تعقيدا بفعل انتشار الفقر وغياب الوعى السياسى
وحضور البعدين القبلى والمادى وهى أمور تجعل مهمة الحزب الحاكم فى تلك المناطق ليست
مستحيلة حيث يمتزج نفوذ المال بالسياسة، لكن معطيات موضوعية وتراكمات إيجابية
تجعل لحزب تواصل موطئ قدم معتبر فى مناطق الريف تلك لعل أبرزها العمل الخيرى الذى
استفادت منه قرى عديدة فى تلك المناطق إضافة إلى وجود مشهود للمستقين.
فى مقاطعة بوكى حيث صراع مال واجه قيادات الأركان مع القناعة الفكرية والعمل
التنظيمى أبرز سمات المشهد.
فى بلدية بوكى المركزية تبدو سيطرة اتحاد قوى التقدم حقيقة لامراء
فيها لكن مع ذلك يبقى للجنرالات شارعهم
ولحزب تواصل شارعه وللحركة الزنجية التى
يقودها المرشح الرئاسى السابق ابراهيما مختار صار شارعها.
أما فى دار البركه فتنتقل المؤشارات الإيجابية لصالح حزب التحالف إلى
حد ما مع وجود لتواصل وللجنرالت.
فى ما يمكن وصفها بالعاصمة الثقافية للولاية "مقطع لحجار" تبدو
الساحة أقل تعقيدا فالصراع ينحصر بشكل أساسى بين حزبى الإتحاد من أجل الجمهورية
وتواصل مع وجود مؤشرات بتفوق طفيف للحزب الحاكم إضافة إلى تواجد لحزبى التحالف
وقوى التقدم.
كما أن شباب المقاطعة بات يميل للتجديد ويسعى للتخلص من الوجوه
القديمة، وتتميز المقاطعة بوعى سياسى كبير جعل نفوذ المال فيها شبه محدود.
نقلا عن ألاك كوم
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق