24 يناير، 2013

الأسماء المستعارة ونكران الذات

الطالب مصطف أحمد سالم

إن الأسماء التي نكتب بها ليست بذات الأهمية ....... فالأهمية في ايصال الفكرة، في احترام النفس والآخر، في احترام رأي وقناعات الآخرين، أن نكتب بأسمائنا الحقيقية أو أن نستتر ونكتب بأسماء مستعارة لا يهم... المشكلة أن لا نتقيد بأسلوب الكتابة ونجعل من التخفي تحت الأسماء المستعارة سبيلا للنيل من الآخرين ..... من وجهة نظري فإن هذه الأسماء وسيلة لتشكيل شخصية قد لا يحب المرء الظهور بها علانية ، أو نوع من التحرر من القيود التي تفرضها علينا الصورة التي يظهر بها الناس... وفي كلتى الحالتين الاستعارة نوع من نكران الذات..... وقد ظهرت في الأيام الأخيرة بعض الكتابات والتدوينات بأسماء مستعارة، عبر منتدياتنا الاجتماعية داخل عالمنا الافتراضي ( الفيس بوك ) وأتقن ابطالها الكتابات الهجومية القاسية على شخصيات سياسية ورموز ومسؤولين يؤدون أدوارهم في مجتمعهم بشكل جيد ...... متذرعين بحق انتقاد الشخص العام، ودون الرجوع إلى معنى الشخص العام، فالشخص العام يكتسب عموميته من الوظيفة التي يشغلها ولا يجب أن ينتقد في شخصه ولا في عرضه، إن الهجوم القاسي الذي يؤدي إلى استخدام كلمات جارحة وخادشة للحياء من باب التشفي والخوض في المسائل الشخصية وتصفية الحسابات أمر غير مقبول ، فالنقد مهم وضروري لكن على الناقد أن تتوفر فيه خاصيتين على الأقل: - تصور القضية التي يراد نقدها تصورا صحيحا، لأن الحكم على الشيئ فرع عن تصورة. -  معرفة طريقة النقد بمعنى أن يعرف كيف ينتقد، معرفة الأسلوب، الأداء، الضوابط وغيرها. فالنقد منه ما ينفع ومنه ما يضر فالنافع هو الذي يراد منه تصحيح الخطأ وتعديل المسار حتى يعود إلى مكانه الصحيح، والنقد الضار والهدام هو ما كان لمجرد النقد والتشفي وحب النقد ذاته لا غير، وليس من وراءه أية مصلحة، بل فيه من المفاسد الشيئ الكثير... إن الحديث المؤدب مع الناس يعبر عن شخصية الإنسان وأدبه وسلوكه الحسن ودليلا على رجاحة العقل، فاستخدام الاسماء المستعارة والوهمية للتشفي وتصفية الحسابات جريمة مخلة بسلوك الإنسان وهو شعور بالنقصان وعدم التقدير للقيم والمبادئ ..... إن من يتعامل مع الأسماء المستعارة بهذه الطريقة المشينة يسيئ لنفسه قبل أن يسيئ للآخري،  ويتحمل من الآثام والعياذ بالله ما لا يعلمه إلا من لا تخفى عليه خافية، من يعلم الجهر من القول وأخفى........نعم لك شخص الحرية والحق في أن ينتقد كما يحلو له وبالطريقة التي يريد لكن بدون تجريح أو خدش في حرية الآخرين فحريتك تتوقف حين تبدأ حرية الآخرين، حين نصف شخص ما بأنه " فاشل أو منبوذ أو متسكع أو مختل " فهذا ليس بالنقد بل هو تطاول على أعراض الناس و ..... يا واعظ الناس قد أصبحت متهما ..... إن عبت منهم أمورا أنت تأتيها وأعظم الإثم بعد الشرك تعمله ....... في كل نفس عماها عن مساويها عرفتها بعيوب الناس تبصرها ....... منهم ولا تبصر العيب الذي فيها ارحموا أنفسكم من هذه الأسماء المستعارة !!!!

وصلنا المقال من البريد التالي:talebmoustaphe@gmail.com


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق