"الناس صنفان: صنفٌ مجرم وصنفٌ لم تتح له الفرصة ليصبح كذلك" ، مقولة قد
لا تنطبق على كل الناس و لكنها بالتأكيد تنطبق على جل أبناء الوطن.
إن المتحدث عن الفساد في وطننا كمن يخبر الناس أنّ لون اللبن أبيض وأنّ
الثلج بارد... و مع ذلك فالدولة تحارب الفساد و المواطنون يحاربون الفساد و
الإعلام يحارب الفساد ، و رئيس الفقراء يرفع يافطة محاربة الفساد ، فمنهم
المفسدون إذن؟
الجميع يحارب الفساد و يتحايل على القانون و يقوم بتغليب المصالح الخاصة
أو الشخصية على الصالح العامة ، الجميع يحارب الفساد و يبني شبكة من
العلاقات الشخصية المعتمدة على مجموعة التجاوزات القانونية التي مكنه منصبه
من التحايل للقيام بها ومجموعة المنن التي له على المستفيدين من هذه
التجاوزات ، الجميع يحارب الفساد و يقوم بإساءة استخدام السلطة المخولة له
لأهداف غير مشروعة كالرشوة و الابتزاز و المحسوبية و الاختلاس.
إن بناء رأس المال الاجتماعي المتمثل في إحياء المنظومة القيمة للمجتمع و
تعزيز الثقة بين الفرد و المؤسسات العمومية، وتقوية المكانة المعنوية
للفرد ، ينمي الوازع الأخلاقي الذي يتحكم في تصرفات الأشخاص ويشكل المعايير
التي تنظم تصرفاتهم.
فلا يصح أن يكون الهدف من قوة الاقتصاد الوطني للبلد هدفا لتكديس الانتاج ،
مع غياب الاهتمام بتنمية و تطوير منظومة القيم الاجتماعية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق